BBC أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن سلسلة من الغارات الجوية على شبه جزيرة القرم، وذلك بعد شهر من عدم اليقين بشأن مَن يقف وراء تلك الغارات. وكانت إحدى هذه الهجمات، والتي وقعت في وقت مبكر من شهر أغسطس/ آب المنصرم، استهدفت قاعدة ساكي العسكرية الروسية وأسفرت عن مقتل شخص واحد. وكانت أوكرانيا قد رفضت الإقرار بدور لها في هذه الهجمات، وألقت بلائمة الانفجارات على سجائر مشتعلة رمى بها جنود روس في القاعدة العسكرية. * روسياوأوكرانيا: الأسطول الروسي في البحر الأسود "تكبد خسائر كبيرة" بسبب انفجارات القرم * روسياوأوكرانيا: قصة شبه جزيرة القرم التي طرد ستالين سكانها المسلمين وتؤكد هذه الهجمات توسيع الأوكرانيين دائرة الصراع ليشمل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014. وقال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني، إن صواريخ أوكرانية كانت قد استهدفت عددا من المواقع العسكرية في شبه جزيرة القرم، بما في ذلك قاعدة ساكي الجوية التي شهدت عددا من الانفجارات في يوم التاسع من أغسطس/ آب المنصرم. وأضاف زالوجني، في مقال نشرته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية، أن الهجوم -على قاعدة تستخدمها موسكو لشن هجمات ضد أوكرانيا، أخرج عشر طائرات حربية روسية من الخدمة. وإلى جانب الإضرار بالقدرات العسكرية الروسية، كان الهدف من الضربات الجوية -بحسب زالوجني- هو تحدّي الثقة العسكرية الروسية وإحساس الروس بالإفلات من العقاب. وقال زالوجني إن الضربات كانت جزءا من رد متعمّد على جهود تبذلها روسيا التي تحاول حماية مدنيّيها من نيران الصراع. وتقع قاعدة ساكي الجوية غير بعيد من شاطئ نوفوفيدوريفكا الذي يقصده السائحون الروس على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم. وتعدّ هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها أوكرانيا هجوما حقيقيا على القرم منذ بداية الاجتياح الروسي الشامل للبلاد والذي بدأ في فبراير/ شباط. وباتت شبه الجزيرة الخاضعة للسيطرة الروسية هدفا لتهديدات عسكرية أوكرانية متزايدة في الأسابيع الأخيرة. ويوم الأربعاء، حذر الجيش الأوكراني في تغريدة عبر تويتر من أن "التنبؤات الجوية تشير إلى طقس شديد الحرارة في شبه جزيرة القرم، وأن قوات الاحتلال الروسية قد تضطر إلى العودة إلى بلادها سباحةً في البحر الأسود". ويعدّ إعلان أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم دليلا بارزا على تغيّر موقف كييف الرسمي الذي كانت أعلنته سابقا، نافيةً أي دور لها في الهجوم. وكان وزير الدفاع الأوكراني ألكسي ريزنيكوف اقترح أن انفجارات قاعدة ساكي الجوية قد تكون نجمت عن سجائر مشتعلة رمى بها جنود روس. ومن جهتها، رفضت السلطات الروسية في شبه جزيرة القرم، توجيه اتهام مباشر لأوكرانيا بشأن الهجوم، وبدلا عن ذلك، ألقى مسؤولون محليون بلائمة الانفجارات في قاعدة ساكي الجوية على انفجار الذخيرة لسبب غير معلوم، قبل الحديث عن "أعمال تخريب". وضمّت روسيا القرم من أوكرانيا في مارس/ آذار 2014، بعد استفتاء رآه المجتمع الدولي غير قانوني. وأُجري التصويت على عجل بعد أن بسطت قوات روسية سيطرتها على مواقع استراتيجية عديدة حول شبه الجزيرة. وفي يوم 24 فبراير/ شباط الماضي، شنت موسكو عملية اجتياح عسكري شامل للأراضي الأوكرانية، مستخدمة القرم كقاعدة لانطلاق القوات الروسية إلى العمق الأوكراني.