أكد باحثون أمريكيون أن مادة كانابيدول المخدرة المشتقة من القنب الهندي يمكن أن تساعد وبشكل واضح في تحسين أحد أشكال الإصابة بالصرع. وأوضح الباحثون في دراسة بإشراف أورين ديفنسكي من جامعة نيويورك في مجلة "نيو انغلاند اوف ميديسين" الطبية أنهم تبين لهم من خلال الدراسة أن هذا المستحضر الذي يتم تعاطيه بالاستنشاق يخفض نوبات الصرع المصحوبة بالتشنجات لدى الأطفال والناشئة بنسبة 39 بالمائة.
وقال خبير ألماني مستقل لم يشارك في الدراسة، إنها تمثل أول بحث متميز يؤكد التأثير الإيجابي لمادة كانابيدول على مرضى الصرع. وتوقع الخبير الألماني أن يكون لنتائج الدراسة تأثير أيضاً على علاج أشكال أخرى للصرع في ألمانيا. وتستند تقديرات الباحثين بشأن مستحضرات القنب حتى الآن إلى إحصاءات أقل من الإحصاءات التي شملتها هذه الدراسة.
ورغم أن هناك تقارير منذ سنوات تفيد بأن مادة كانابيدول المشتقة من القنب الهندي تحسن حالة المصابين بنوبات الصرع دون تأثير نفسي يذكر إلا أنه لم تكن هناك حتى الآن دراسات يمكن الاعتماد عليها في هذا الاتجاه.
وفحص معدو الدراسة تحت إشراف ديفنسكي 120 مريضاً في سن 2 إلى 18 عاماً في الولاياتالمتحدة وأوروبا.
وفي البدء حصر الباحثون خلال الأسابيع الأربعة الأولى عدد النوبات التي يصاب بها المرضى المشاركون في الدراسة ثم قسموا المشاركين من خلال قرعة عشوائية إلى مجموعتين حصلت إحداها على علاج عبارة عن مادة كانابيدول والأخرى على علاج وهمي "بلاسيبو" وذلك على مدى 12 أسبوعاً. ولم يعرف الباحثون ولا أهالي المرضى خلال الدراسة إلى أي مجموعة ينتمي أي من المرضى.
وكانت النتيجة أن تراجعت نوبات التشنج لدى الأطفال الذين تعاطوا مادة كانابيدول من 12 إلى 6 مرات شهرياً في المتوسط. وقدر الباحثون هذا التراجع بنسبة 39 بالمائة لأنه تم حصر المرضى الذين يصابون بالكثير من هذه النوبات بشكل ملحوظ والتي زادت كثيراً عن 1000 نوبة بشكل منفصل.
وهناك ثلاثة مرضى حصلوا على المستحضر المشتق من القنب لم يصابوا بأي نوبة صرع خلال فترة الدراسة. غير أن تعاطي مادة كانابيدول كثيراً ما يتزامن أيضا مع آثار جانبية كما ظهر لدى 93 بالمائة من المرضى المشاركين في الدراسة مقارنة ب75 بالمائة في المجموعة التي تعاطت عقاراً وهمياً.