بعد الضجة التي أثارها أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، بخصوص الجارة موريتانيا والصحراء المغربية والعلاقات المغاربية، وبعد أن لقيت هذه التصريحات ردود فعل هاجمته في أكثريتها، خرج اليوم الأربعاء بتوضيحات على موقعه الرسمي مشيرا إلى أن تصريحاته كانت شفوية وعفوية ما فتح الظنون لتأويلات لم تكن لتخطر على باله حسب ما أوردته في ذات التصريح. الريسوني قال أن التوضيحات التي كتبها بموقعه جاءت بناء على طلب "إخوة أعزاء ناصحين مخلصين" مشيرا إلى أن ما تفوه به كان في حوار صحفي مصور قبل بضعة أسابيع، بما يدفع عنها أي لبس أو تأويل، مضيفا إلى أن حديثه في الحوار المذكور "كان شفويا وعفويا، وكان أحيانا مقتضبا غير مكتمل البيان، وهو ما فتح الباب لظنون وشروح وتأويلات لم تخطر لي على بال..، سواء كانت بقصد أو بدون قصد".
التوضيحات التي قدمها الريسوني بعد الضجة التي رافقت هذه التصريحات في نقطتين أراد من خلالها تصحيح سوء الفهم الذي وقع حيث قال:
* غير خاف أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، التي يسميها البعض "الصحراء الغربية"، والتي وصفتها في الحوار بكونها "صناعة استعمارية". ويوجد على حدود المغرب مع الجزائر تنظيم مسلح يسمى جبهة البوليساريو، أو "الجبهةالشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، وقد سبق لهذا التنظيم أن أعلن عن إقامته لما سماه "الجمهورية العربية الصحراوية". ومعلوم أن هذه المنظمة محضونة ومدعومة بالكامل من الدولة الجزائرية، وتتخذ من مدينة تندوف الجزائرية عاصمة فعلية لها، وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين.
* لأجل ذلك دعوت إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري.
من جانب آخر، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ما تفوه به معروف ومكشوف ويعرفه الجميع، مشيرا إلى أنه يؤمن بأن "بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هده المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة.. وأدعو إخواننا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية"، كما يؤمن بأن "الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية".
أما بخصوص تصريحاته حول موريتانيا التي قال عنها بأنه غلطة تاريخية، فيبدو ن الريسوني من خلال توضيحاته تراجع على مضض عن ما سبق له أن قاله خاصة وأنه عبر بطريقة أخرى عن هذا الرأي عندما كتب "استقلال موريتانيا اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة. وأما أشواق الوحدة القديمة، وتطلعاتها المتجددة، فلا سبيل إليها اليوم إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة. وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء اتحاد المغرب العربي وتحريك قطاره"، ليختتم توضيحاته بالقول أنه لا يفاضل بين مغربي وجزائري أو مغربي وموريتاني أو معربي وتونسي أو مغربي ليبي لأنهك كلهم إخوته وأحبته "وللقرابة والجيرة زيادة حق" وأنه لن يمل من تكرار هذا الموقف والاعتزاز به، لؤكد أن هذا هو موقفه الذي أراد أن يقدمه بكل دقة وبشكل أكثر وضوح ودقة مما جاء في الحوار الصحفي المشار إليه، وراجيا من الجميع استبعاد سوء الظن وسوء التأويل، وعدم اللجوء إلى التزيد والتقويل.