يعيش المغرب في الوقت الراهن حالة استنفار قصوى لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب، مع تهديد عدد من المدن والمناطق بأزمة عطش في الصيف. وفي هذ الصدد، عقدت وزارة التجهيز و الماء مؤخرا، العديد من الاجتماعات المطولة بحضور مختلف القطاعات الحكومية والمتدخلين، من أجل مناقشة ووضع تصورات استراتيجية مواجهة نقص الماء في المغرب.
وانتهت اجتماعات وزارة نزار بركة لضرورة تسريع عدد من التدابير الاستعجالية لمواجهة النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب بمجموعة من المناطق بالمملكة.
و من خلال استراتيجية وزارة التجهيز والماء، ارتأى المجتمعون تزويد عدد من المدن التي تشهد خصاصا في مياه الشرب بكميات إضافية عبر شبكات قنوات خاصة من مصادر مائية متنوعة.
كما تقرر في ذات الاستراتيجية اللجوء لمحطات تصفية المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء التي كانت تستنزف الفرشة المائية، فضلا على إحداث ثقوب مائية جوفية جديدة لسد الخصاص وغيرها من التدابير الاستعجالية.
في ذات السياق، وحسب ما جاء في المذكرة التأطيرية لمشروع قانون المالية برسم السنة المالية 2023 التي وجهها رئيس الحكومة الى القطاعات الوزارية، فإن مواجهة ندرة الموارد المائية تشكل أولوية بالنسبة للحكومة، حيث ستعمل على اتخاذ كافة التدابير الاستعجالية لتأمين التزود بالماء الشروب، موازاة مع بلورة حلول هيكلية لمواجهة هذه الأزمة، من خلال إطلاق مجموعة من المشاربع التى نتعلق على الخصوص بتحويل الماء بين أحواض سبو، وأبي رقواق، وتنزيل برنامج طموح لإنجاز محطات تحلية المياه بكل من الدارالبيضاء والداخلة وأسفي وكلميم والناظور. كما يتعلق الأمر بالقيام بتوسيع الاعتماد عل إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لأغراض سقي المساحات الخضراء، كما هو الشأن حاليا بالنسبة لمدن الرباط وطنجة وتطوان، وكذا لسقي الأراضي الفلاحية، والاستعمالات الصناعية، وحاجيات الفنادق السياحية.