في ظل تزايد المنشورات على مواقع مواقع التواصل الاجتماعي المُطالبة الحكومة، تعزيز الأمن المائي للمملكة من خلال الحد من زراعة"لافوكا"، دعا عزيز رباح، الوزير والقيادي السابق في "البيجيدي"، بدوره إلى الحد من زراعتها، بالإضافة إلى البطيخ والحوامض والموز وتمر المجهول والطماطم لأنها تستنزف الماء. وقال الوزير السابق، في تدوينة نشرها على صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، "إن من بين التحديات التي يواجهها المغرب تحدي ندرة الماء"، موضحا بأن "المغرب يواجه خطر الإجهاد المائي"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بأمن الوطن الاجتماعي والمائي والغذائي وحقوق الأجيال المقبلة.
وبعدما ذكّر رباح ببرامج ترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير والاستثمارات الضخمة التي أقرتها حكومة سعد الدين العثماني سنة 2020، شدد على ضرورة "مراجعة السياسة الفلاحية للحد من الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية وتقنينها"، مشيرا أن الوضع الحالي، يتطلب "حوارا مستعجلا وجماعيا وموضوعيا وأيضا عملا مدنيا واعيا ومسؤولا بعيدا عن أي تقاطب أو صراع حزبي أو مصلحي".
وأضاف الوزير السابق، أن الوضع ذاته يرتبط بالنموذج التنموي الجديد وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها بلادنا منذ 2017، محذرا من الآثار المدمرة لندرة المياه، إذ لا يمكن، حسب رباح "لبضع شراكات دولية أو استثمارات ربحية فقط أو شركات مصدرة أن نخاطر بالحاضر والمستقبل، سيما أن هناك بدائل فلاحية واقتصادية وتجارية كثيرة تؤكد التجارب والدراسات أنها أكثر نفعا ومردودية ماليا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا".
وبحسب موقع "غلوبس"، فإن شركة "مهادرين" الإسرائيلية، أعلنت الاستثمار في زراعة فاكهة "الأفوكادو" بالمغرب بشراكة مع شركة مغربية رائدة في المجال الفلاحي، على ما يقرب 455 هكتارا، حيث يتوقع أن يتم إنتاج 10.000 طن من "الأفوكادو" سنويا سيتم تصديرها للدول الأوروبية؛ الشيء الذي دعا جُملة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للاستفسار: هل نملك ما يكفي من المياه الجوفية والبيئة الصالحة لتحقيق كل هذا الإنتاج؟
وتجدر الإشارة أن زراعة "الأفوكادو" في المغرب، قد نمت خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى 12000 طن سنويا، خاصة في جهة الرباطسلاالقنيطرة التي تعتبر رائدة في إنتاج هذه الفاكهة على المستوى الوطني، حيث تبلغ المساحة المزروعة بها 5840 هكتارا؛ غير أن عدد من الخبراء في المجال البيئي والفلاحي يُؤكدون أنها "تستنزف المياه التي يمكن أن تستفيد منها النباتات الأخرى، والجهد الضخم بدلًا من الاهتمام بالمحاصيل الأخرى، إضافة لتفضيلها من قبل المزارعين الباحثين عن المزيد من الأرباح المادية، حيث يرون أن الأفوكادو أكثر فائدة لهم من الذرة والقمح وغيرهما، ومن الغابات نفسها، الأمر الذي يسبب أزمة بيئية واقتصادية في آن واحد".