يوقد مهرجان "موازين - إيقاعات العالم"، اليوم الجمعة، شمعته السادسة عشرة، بتنظيم حفلات موسيقية وغنائية تحتفي بالتنوع الفني في المغرب، وكذا بموسيقات العالم ، تتجاوز منصات مدينة الرباط وشوارعها إلى جارتها سلا. وعلى غرار الأعوام المنصرمة، حرصت جمعية "مغرب الثقافات"، التي تنظم المهرجان، على أن توفي كل صنف غنائي مغربي حقه كاملا، وأن تستقطب أجود الأصوات العربية والعالمية حتى تجد فيه كل الذائقات، أو جلها على الأقل، ضالتها.
وحرص المنظمون أيضا على تخصيص كل منصة لصنف موسيقي بعينه، فتم تخصيص منصة السويسي للموسيقى العالمية، وساحة النهضة للحفلات الشرقية، وساحة أبي رقراق للإيقاعات الإفريقية، ومنصة سلا للإبداعات المغربية، والمسرح الوطني محمد الخامس لاكتشاف روائع فنية، ومنصة سلا لموسيقات العالم، فضلا عن حفلات الشارع.
وبعد عقد ندوات صحفية بفيلا الفنون - الرباط لعدد من الفنانين المشاركين، يرفع الستار مساء اليوم عن أولى الحفلات الفنية لهذه الدورة، إذ يحل الفنان شارل أزنافور (أرمينيا - فرنسا) ضيفا على المسرح الوطني محمد الخامس، والفنانة البريطانية إيلي غولدينغ على الساحة الدولية، ومواطنها الفنان سامي يوسف على الساحة الشرقية (النهضة)، وتمتزج الثقافة الفنية المغربية والبلجيكية على الساحة الإفريقية (بورقراق).
أما الفن المغربي، الذي يوليه المنظمون اهتماما خاصا، إذ يخصصون له أزيد من نصف برمجة المهرجان ، فإن الولوعين به سيشدون رحالهم إلى منصة سلا ، حيث تشدو الفنانتان فاطمة الزهراء العروسي ولطيفة رأفت، والفنانان عبد الرحيم الصويري وطهور، بمشاركة أوركسترا الركراكي، على أن يتواصل الاحتفاء بهذا الفن طيلة أيام الدورة بمعدل ثلاثة فنانين يوميا.
ويعد التنوع سيد الانتقاء ، على جاري العادة، ففي حين تؤدي لطيفة رأفت وفاطمة الزهراء العروسي قصائد وأغاني مغربية أصيلة، اشتهر عبد الرحيم الصويري بأداء المديح وقصائد الملحون والموسيقى الأندلسية، وبرع طهور في أداء الأغاني الشعبية.
وكذا القول بالنسبة للفن العربي والأجنبي، إذ من المنتظر أن يضفي الفنان البريطاني المسلم سامي يوسف، على سبيل المثال، بأغانيه الدينية أجواء روحانية عطرة والعالم الإسلامي على أبواب شهر رمضان الأبرك، وأن ينقل الفنان أزنافور عشاق الأغنية الفرنسية الرصينة إلى أجواء نوستالجيا وحنين للزمن الجميل.
ومن خلال هذه البرمجة المتميزة، تتوخى جمعية "مغرب الثقافات"، التي أحدثت مهرجان "موازين - إيقاعات العالم" سنة 2001، أن يشكل تظاهرة ثقافية تليق بالرباط مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة ، وأن تسهم في الدفع بعجلة السياحة الثقافية في البلاد، وأن تضمن فرجة مجانية على أبواب فصل العطل والاستمتاع لحوالي 90 في المائة من مرتادي المهرجان.