قدم الأسطورة الحية للأغنية الفرنسية شارل أزنافور ونجمة موسيقى الإلكترو بوب البريطانية إيلي غولدينغ حفلين فنيين، أمس الجمعة (12 ماي)، على التوالي بالمسرح الوطني محمد الخامس ومنصة السويسي بالرباط، أعطيا من خلالهما انطلاقة الدورة السادسة عشرة لمهرجان "موازين – إيقاعات العالم". وتأكيدا لتميز هذا الموعد الموسيقي والثقافي الذي لا محيد عنه، قدم الفنان شارل أزنافور حفلا يبقى طويلا بالذاكرة بالمسرح الوطني الباذخ، فأسعد معجبيه الذين قدموا من مختلف الأعمار والجنسيات ليرددوا معه بعض أشهر أغانيه الخالدة من قبيل "طان كو لون سيمورا" (ما دمنا نحب بعضنا البعض)، و"بارسوكو" (لأنه)، و"جو فواياج" (أسافر). وبالموازاة مع ذلك، أبهرت نجمة موسيقى الإلكترو بوب إيلي غولدينغ، التي تعد من بين الفنانات البريطانيات ، الأكثر شهرة على الساحة الفنية حاليا. منصة السويسي مانحة لمعجبيها حفلا في مستوى انتظاراتهم. وشكل النجم البريطاني سايم يوسف جزءا من المشهد الفني هذه الليلة الموسيقية بامتياز بتقديمه حفلا بساحة النهضة ، وقدمت المجموعة المغربية البلجيكية باناش – كولتير تقدم حفلها في الآن ذاته بالمنصة الإفريقية بورقراق، فيما حضرت الأغنية المغربية في شخص الفنانتين لطيفة رأفت وفاطمة الزهراء العروسي والفنانين عبد الرحيم الصويري وطهور وكذا أوركسترا الركراكي، وألهبت جمهور منصة سلا. وتتضمن الدورة السادسة عشرة لمهرجان موازين -إيقاعات العالم، التي تنظمها جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حفلات فنية تقترح أطباقا متنوعة من الأساليب والإيقاعات الموسيقية. وسيكون لمرتادي المهرجان، على مدى تسعة أيام، موعد مع فسيفساء من الحفلات الفنية على المنصات الستة (السويسي، النهضة، سلا، المسرح الوطني محمد الخامس، بورقراق، شالة). وتخصص منصة السويسي، التي تجمع كل سنة أسماء مرموقة في مضمار الموسيقى الدولية، لمرتادي المهرجان برمجة منتقاة على رأسها أسطورة الروك رود ستيوارت، ونيل رودجروز، ولورين هيل، وإيلي غولدينغ، وبوبا، وكذا ويز خليفة، ودي جي سنايك،ودومي ليفاتو، ونيك جوناس. نجوم ستلهب بدون شك أجواء المنصة. وبخصوص ساحة النهضة، التي تعد بحق واجهة للموسيقى العربية، فستبرز هذه السنة أفضل ممثلي الطرب والدبكة والريبرتوار الخليجي، من خلال سامي يوسف وماجد المهندس ونوال الزغبي ومحمد السالم وحسين الديك وفارس كرم ونجوى كرم وتامر حسني وجورج وسوف، فيما ستكون الأغنية المغربية ممثلة في كل من أسماء المنور وحاتم عمور. أما منصة سلا، المخصصة بشكل كامل للأغنية المغربية، فستقوم، من جهتها، بجولة في مختلف أوجه التراث الموسيقي المغربي (الغناء الأمازيغي، الراي، كناوة، الموسيقى العصرية، الشعبي، الموسيقى الحسانية، والغناء التقليدي الشعبي). وهذا التنوع الموسيقي للمملكة سيكون ممثلا بوجوه بارزة في الريبرتوار المغربي، من ضمنها لطيفة رأفت وفاطمة تابعمرانت وحميد القصري وزينة الداودية وسعيدة شرف ودون بيغ ولافوين وعصام كمال والداودي. وعلى منصة أبي رقراق، تحضر إفريقيا، الغنية بالتقاليد الموسيقية العريقة وبالتمازجات المثيرة للإعجاب. وهكذا سيكون للمولعين بهذه الإيقاعات الإفريقية موعد مع الفنانين الذين يمثلون أفضل ما تمنحه إفريقيا من أساليب متنوعة. ويتضمن البرنامج أب الريفي الإفريقي ألفا بلوندي، ومجموعة باناش كولتير، وراقص الراب إم أش دي، والثنائي أمادو وماريام، وأستاذ الموسيقى الأنغولية بونغا، وتجنع إيبيبو صاوند ماشين، والموسيقي الكونغولي صاحب الأسلوب المختلط بالوجي، وتشكيلة الأفروبيت بات طوماس وكواشيبو أربا باند، وكذا سفير موسيقى الكرنافالات بجزر الأنتيل كاليبسو روز. ولم يحد المسرح الوطني محمد الخامس، الذي اعتاد كل سنة استقبال فنانين عالميين ، عن القاعدة في هذه الدورة. ويفتتح الحفل الأول بالمسرح الوطني محمد الخامس مساء اليوم الأسطورة الحية للأغنية الفرنسية شارل أزنافور، قبل أن يلتقي جمهوره يوم 16 ماي في حفل آخر. ويأتي الدور بعد ذلك على بدر الرامي، الفنان المتحدر من أصل سوري، لينقل المتلقين إلى عالم الموشحات، وعلى أبقونة الموسيقى اليونانية إليفثيريا أرفانيناكي، وممثلة الموسيقى الكلاسيكية الهندية أنوشكا شانكار، والبيروفية سوزانا باكا، والفنان التونسي الملتزم لطفي بوشناق، والراقص وفنان الكوريغرافيا الإسباني رافائيل أمارغو، والفنانة اللبنانية جاهدة وهبه. وتشكل منصة شالة، الموقع الأثري بالعاصمة، من جهتها، رمزا للانفتاح على التقاليد الموسيقية من أصقاع بعيدة. وسيحيي هذا الموقع الرمز، خلال هذه الدورة من المهرجان، موسيقى الجزر ولاروينيون بإلها غراند مرورا بمرمرو والمارتينيك . ويشتمل البرنامج على فاكيا ستافرو (قبرص)، وجوستان فالي (مدغشقر)، وشبكويلو وماركو ميزكويدا (جزر البليار)، وأغات إيراسيما (البرازيل)، وستيلا غونيس (المارتينيك)، وفرقة سوادج (لاروينيون)، علاوة على تشكيلة مقام راودس (تركيا-تونس)، التي ستنقل للجمهور محتلف أوجه المقام بجزيرة مرمرة. وفضلا عن المنصات، ستنتقل حمى "موازين" إلى قلب العاصمة من خلال حفلات الشارع التي من شأنها أن تفاجئ جمهور موازين بكوكتيل من الموسيقى والرقص والحركات البهلوانية . وسيقدم المهرجان هذه السنة برمجة مخصصة للمجموعات المغربية التي برعت في مجال الفنون الحضرية الحية. ويتعلق الأمر بمجموعات باخو أتيكا، وأسامة باند، و"طبول المغرب"، وكازا فيستا.