صعد فريق النهضة البركانية سنة 2012 إلى القسم الأول لكرة القدم، وصعد معه اسم فوزي لقجع رئيس الفريق والمنظر لنهضة البرتقال الشرقية، الذي تمكن من إعادة الاعتبار للكرة البركانية ولتاريخها المحترم معيدا الفريق إلى مكانه الطبيعي. بداية الحكاية رأى النور في 23 يوليوز 1970، وبعد سنوات كبر الطفل البركاني، فراودته الكرة وما كان له إلا أن يصارحها بحبه، داعبها في أزقة المدينة ودروبها وتعاهدا على البقاء معا إلى الأبد، لكن العلاقة بدت عابرة، حين قرر التخلي عن رفيقته وعن حلم اللعب في أعلى المستويات، مفضلا تأمين مستقبله المهني على المقامرة بكرة منفوخة بالهواء، فترك الملاعب قبل خطوة من الوصول إلى فئة الكبار في النهضة البركانية. كبر الطفل واشتد عوده وحاز على شهادة البكالوريا، فغادر في اتجاه العاصمة الرباط للتزود بالعلم في طريق شاق ينتظره، فدرس في مجال الزراعة والبيطرة وتخرج مهندسا، ثم واصل حاملا مشعل الأمل في طريق مظلم سلكه قبله آلاف الشباب المغاربة، بحثا عن إثبات الذات رغم الصعوبات، فانتقل إلى الدارالبيضاء ليدرس الإدارة والتسيير. لم يكن يدرك أن مساره سيعيده إلى معشوقته المستديرة، فبعد سنوات من العمل والمثابرة تمكن من تسلق المراتب والمناصب، ليحصل على منصب مدير ميزانية الدولة سنة 2010، وقبلها بسنة فقط انتخب رئيسا للنهضة البركانية، عائدا إلى مسقط رأسه ليصالح الكرة التي فرقته عنها مشاغل الدراسة. نهضة بركان تقوده إلى رئاسة الجامعة ومنذ وصوله إلى الرئاسة قاد نهضة كروية في بركان، وحقق الصعود إلى القسم الأول سنة 2012، وبعد أربع سنوات من التسيير بين الكبار، سوق لقجع لاسمه وأثبت قدرته في تدبير الشأن الرياضي، ممهدا الطريق نحو رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. بدأ مباشرة بعد تنصيبه رئيسا لجامعة الكرة في تنزيل برنامجه في الواقع، عبر إطلاقه لمشاريع تهم البنية التحتية، وسهره على تسريع وتيرة الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، وكذلك اهتمامه بهيكلة الجامعة وبث نفس جديد في لجانها. النتائج المحققة في الواقع والمشاريع المنجزة، أثبتت صدق الرجل البركاني وجديته في تطوير الكرة الوطنية التي أفرغت من هوائها وظلت تنتظر لسنوات من ينفخ فيها روحا جديدة، وهي التي أذاقت المغاربة مرارة التخلف الرياضي. قاده ذلك إلى الحصول على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بعد نجاحه في إسقاط الجزائري روراوة الذي عمر طويلا تحت رئاسة عيسى حياتو حيث قضى 15 عاما في عضوية الكاف. حكامة التسيير تمنحه عضوية الفيفا قاد تحالف فوزي لقجع مع الملغاشي أحمد أحمد، إلى تنصيب هذا الأخير رئيسا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد أن ساعده في حملته الانتخابية، فأصبح رئيس الجامعة المغربية الأقرب إلى رئيس الكاف، إذ تجاوزت العلاقة حدود المكاتب إلى علاقة صداقة وأخوة. واصل لقجع إستراتيجيته الناجحة، واستمر في التوقيع على شراكات مع اتحادات إفريقية كان قد بدأها أثناء حملته لعضوية الكاف، واستقبل أيضا الرئيس أحمد أحمد في المغرب، لمعاينة المشاريع التي تم إنجازها وتلك التي لازالت جارية. وبداية هذا الأسبوع، تمكن من تتويج مساره التدبيري الجيد بنيل رئاسة لجنة المالية وتدبير التعويضات والأجور التي تحظى بأهمية كبيرة والتي تعتبر المسؤولة المباشرة عن الميزانية وعن المشاريع الكبرى، وحصل أيضا على رئاسة لجنة المنافسات والأندية. كما تمكن من تحقيق مكتسب مهم داخل أجهزة الاتحاد القاري، بتعيين مغربي كنائب للكاتب العام، وضمان تمثيلية عددية مهمة للدفاع عن مصالح الكرة الوطنية، بتوزيع ثمانية أعضاء مغاربة على لجان مختلفة. ويذكر أن فوزي لقجع خبير التسيير والتدبير الذي يسهر على إدارة ميزانية المملكة، وعلى الإشراف على شؤون الكرة المغربية، أوصله تدبيره الرشيد وحكامته في التسيير إلى الحصول على عضوية لجنة الحكامة في الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".