كشفت مجلة "بيزنيز إنسايدر" في نسختها الألمانية، عن تقرير سري صادر عن الحلف العسكري للشمال الأطلسي "الناتو" يحذر فيه من الغاز الجزائري ويعتبر الأخيرة خطر أمني على أوروبا. وأكد التقرير السري، على أن التحالف العسكري قام بتقييم إمدادات الغاز من الجزائر باعتبارها خطرا أمنيا على أوروبا، وأرجع ذلك لتهديد الجزائر نهاية أبريل بأن إسبانيا ستوقف إمدادات الغاز إذا باعت مدريد الغاز الجزائري إلى دول أخرى.
ولم يخف "الناتو" سبب تهديد الجزائر، الذي أفصح عنه وهو البيان الصادر عن الحكومة الإسبانية والذي أعلنت فيه أنها تعتزم تزويد المغرب بالغاز عبر خط أنابيب غاز المغرب العربي.
ويمتد خط أنابيب المغرب العربي "GME" من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب لفترة طويلة، وزودت الجزائر إسبانيا والمغرب نفسه بالغاز، لكنها توقفت عن نقله في نونبر 2021 بعد خلاف دبلوماسي مع المغرب مما أثار استياء المغرب، وأرادت إسبانيا الآن السماح لخط أنابيب GME بالعمل في "الاتجاه العكسي".
وأشار التقرير إلى أن "الجزائر تراجعت عن التهديد عندما شددت الحكومة الإسبانية على عدم رغبتها في إمداد الجزائر بالغاز عبر خط الأنابيب".
لكن بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، فإن القضية واضحة: التقرير يذكر على وجه التحديد أن هناك خطرا من أن الجزائر، مثل روسيا سوف تستخدم إمداداتها من الغاز كوسيلة لممارسة الضغط السياسي، وقد يشكل هذا أيضا خطرا على مرونة أوروبا السياسية والاقتصادية على المدى الطويل، فإن هذا يعرض للخطر مكانة الجزائر كمورد للطاقة لأوروبا.
هذا وأورد التقرير على أنه "منذ بداية الحرب الأوكرانية تحاول دول الاتحاد الأوروبي استبدال المزيد من الغاز من روسيا بواردات من دول أخرى، إذ أن ألمانيا على سبيل المثال خفضت اعتمادها على روسيا بنسبة 20 في المائة في الأشهر الأخيرة، 35 بالمائة من واردات الغاز تأتي من روسيا، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى اتفاقيات التوريد الجديدة مع قطر أو الولاياتالمتحدةالأمريكية.
من ناحية أخرى، تعتمد دول جنوب أوروبا مثل البرتغال وإسبانيا وإيطاليا على الجزائر، ثالث أكبر مورد للغاز في أوروبا، إذ في بداية شهر أبريل فقط طلب رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي زيادة واردات الجزائر من الغاز بنسبة 40 في المائة.