على خلفية ارتفاع مُستوى القلق في جُل ربوع العالم، مما يُشكله انتشار "جدري القردة" من مشاكل صحية على حياة الناس، أكّدت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين 30 ماي الجاري، أنه لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحول فيروس جدري القردة إلى جائحة. وقالت روزاموند لويس، كبيرة خبراء منظمة الصحة في مجال جدري القرود، إننا "لسنا قلقين بشأن حدوث وباء عالمي، في الوقت الراهن" مشيرة إلى أنه "لا يزال ممكنا وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر".
وفي هذا السياق، كشفت بجامعة تكساس، نُشرت حديثا، أن فيروس "جدري القردة" لن يتحول إلى جائحة عالمية مثل ما حصل بالنسبة لفيروس كورونا، موضحة أن انتشار عدوى الفيروس يأتي بعد ظهور الأعراض، بينما تميز فيروس كورونا بانتقال العدوى قبل ظهور الأعراض.
وأوضحت هالة غصن، مديرة الأبحاث والدواء واللقاح في قسم الصيدلة بمستشفى جامعة تكساس الأمريكية، أن "فيروس جدري القردة لن يتحول إلى جائحة عالمية مثل فيروس كورونا" مشيرة أن ذلك مُتعلق بعدة أسباب من قبيل "الخبرة التي باتت لدينا في التعامل مع الأوبئة من حيث الوقاية والعلاج".
"جدري القردة ليس مرضا سريع الانتشار مثل كوفيد 19، لأن هناك معلومات كافية عن هذا الفيروس" تضيف مديرة الأبحاث مشيرة أن "الجدري اختفى القرن الماضي إلا أن هناك استعداد تام في الوقت الحالي لمراقبة جدري القردة بسبب تشابهه مع الجدري، كما أننا نتوفر على لقاحات وأدوية تساعد في الوقاية وعلاج المرضى".
إلى ذلك، تبرز مديرة الأبحاث والدواء، أتن اللقاحات التي تحدثت عنها لم "تكن متاحة للعامة، بعد أن أوقف التطعيم بها في أعقاب القضاء على مرض الجدري في العالم"، مؤكدة أنه "حتى الآن لا يوجد دليل على انتشار جدري القردة بسهولة، ويبقى انتقاله من شخص لآخر بسبب اتصال وثيق مع الطفح الجلدي ومع سوائل الجسم، أو وجها لوجه، وعبر الالتصاق المباشر المستمر من أفراد العائلة أو موظفي القطاع الصحي الذين يعالجون مرضى جدري القردة، أو التلامس مع أشخاص مصابين بالفيروس، ومن خلال رذاذ التنفس أو أدوات ملوثة بالفيروس كالملابس".
وتجدر الإشارة، إلى أنه منذ إعلان بريطانيا في 7 ماي الجاري، عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بجدري القردة، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بما يقرب من 400 إصابة، مُنتشرة في ما يُناهز 20 دولة لا يظهر فيها عادة مثل هذه الأنواع من الأمراض.
وأعربت منظمة الصحة، في البداية، عن قلقها بشأن هذا "الوضع غير المعتاد" غير أنها في المُقابل أكدت أن هذا القلق لا يصل إلى مُستوى الذعر، مشيرة أن "جدري القردة" هو مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتُشبه أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعاني منها المصابون بالجدري، ولكنها أقل شدة.
ولأول مرة، تم اكتشاف "جدري القردة" في جمهورية الكونغو الديموقراطية سنة 1970، وأُبلغ منذ ذلك الحين عن معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.