يبدو أن البوليساريو، ومن ورائها الجزائر، مصمّمة على مواصلة استفزازاتها بمنطقة الكركرات، إلى حين إصدار مجلس الأمن قراره حول هذا النزاع المفتعل بعدما رفع إليه الأمين العام للأمم المتحدة تقريره السنوي، إذ قامت مجددا البوليساريو بتحركات مثيرة داخل المنطقة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام موريتانية. وأفادت المصادر ذاتها أن ميلشيات البوليساريو، أقامت بمنطقة الكركرات شمال الحدود الموريتانية سياجا من الحجارة والإطارات المستعملة على عرض ساحة المرور بين نقطة عبور "بيرغندوز" وانواذيبو، سعيا منها لإحكام قبضتها على عبور المنطقة. وفي هذا الصدد، قال محمد بنحمو، الخبير في العلاقات الدولية في تصريح ل"الأيام 24"، إن البوليساريو ومعها الجزائر، يتوقع أن تستمران في استفزازاتهما بالكركرات، وذلك سعيا منهما لممارسة المزيد من الضغط، إلى حين صدور قرار مجلس الأمن. وأوضح بالمتحدث نفسه، أن الجزائر والبوليساريو على علم بما جاء في تقرير غوتيريس، إذ يخدم مصالح المغرب أكثر من مصالحهما، وهو ما يؤشر على أن قرار مجلس الأمن قد يسير في نفس التوجه، ويساير ما جاء في تقرير الأمين العام، ما قد يتسبب في انتكاسة كبيرة للجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو. وتوقع بنحمو في التصريح ذاته، أن الجبهة والجزائر ستستمران في المزيد من الاستفزازات بغية الضغط على مجلس الأمن، غير أن قرار هذا الأخير لن يمس بمصداقيته ومصداقية الأممالمتحدة والأمين العام، إذ من المنتظر أن يجعل البوليساريو تلتزم بالشرعية الدولية وبحرمة المنطقة العازلة. وشدّد المحلل السياسي على أن هذه الأساليب الاستفزازية ستجعل الجزائر والبوليساريو أمام مواجهة حقيقية مع الأممالمتحدة. وكانت وسائل إعلام تابعة للبوليساريو نقلت عن مسؤولين بقيادة البوليساريو "إن قضية الانسحاب من "الكركرات" ليست موضوع نقاش "ونحن صامدون بالبقاء في المنطقة".