Science Photo Library حذر الرئيس الأمريكي من احتمال انتشار مرض جدري القرود، ووصفه بأنه مقلق. وقال جو بايدن، الأحد أثناء زيارته لكوريا الجنوبية وقبل التوجه إلى اليابان: "نعمل في الوقت الراهن من أجل التوصل إلى اكتشاف علاج وتطوير لقاحات لهذا المرض، إذا كان له علاج أو لقاح". غير أنه قال إن المرض "يظل مصدرا للقلق حال انتشاره وما قد يترتب على ذلك". ويشيع وجود المرض في المناطق النائية عن العمران في وسط وغرب أفريقيا. وتظهر أعراض المرض في شكل حمى، وآلام في الجسم، وقشعريرة فضلا عن طفح جلدي. وبحسب هيئة الصحة الوطنية البريطانية، فإن المرض، الذي ينجم عن إصابة فيروسية، نادر وعادة ما يكون مصحوبا بأعراض طفيفة يتعافى منها معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة. ويوم الأحد، أعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة اكتشاف 20 حالة إصابة جديدة بالفيروس. وقالت سوزان هوبكينز، كبيرة مستشاري الرعاية الصحية في الإدارة، لبرنامج صنداي مورننغ على بي بي سي: "نكتشف حالات جديدة بشكل يومي". وأضافت أن الفيروس ينتشر بين أفراد المجتمع الواحد في الوقت الراهن، مع ظهور حالات إصابة لأشخاص لم يخالطوا أي شخص قادم من أفريقيا حيث يتوطن هذا المرض. لكنها لفتت إلى أن خطر انتشار الإصابة بشكل واسع في البلاد لا يزال "منخفضا للغاية"، مضيفة أن حالات الإصابة ما زالت تتركز في بعض المناطق الحضرية وبين المثليين جنسيا ومزدوجي التوجه الجنسي من الرجال. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تحاول التوصل إلى أسباب انتشار المرض، الذي يصيب الحيوانات بالأساس. كما أُدرج جدري القرود في أجندة الاجتماع السنوي لجمعية الصحة العالمية التي تضع السياسات الصحية الدولية. وحذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، من احتمال تسارع انتقال العدوى بالمرض "مع دخولنا فصل الصيف...وما يشهده من تجمعات جماهيرية ومهرجانات وحفلات". وصول الفيروس إلى الشرق الأوسط وأكدت إسرائيل وسويسرا وجود حالتي إصابة بجدري القرود، وبهذا يصل عدد الدول التي أبلغت عن ظهور المرض فيها إلى 14 دولة. وقالت الدولتان إن الحالتين هما لشخصين عادا أخيرا من السفر إلى الخارج. غير أن إسرائيل أعلنت أنها تحقق في حالات أخرى مشتبه بها. وقالت السلطات الصحية الإسرائيلية إن المصاب يرقد في مستشفى تل أبيب وإنه في حالة جيدة. كما حثت العائدين من الخارج على التوجه إلى الطبيب حال ظهور ارتفاع في درجة الحرارة أو طفح جلدي. وقالت شارون ألروي بريس، رئيسة قطاع خدمات الصحة العامة في وزارة الصحة الإسرائيلية، لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد إن الفرق الطبية تتحقق في الوقت الراهن من وجود حالات إصابة بجدري القرود أخرى. ويرجح أن الإصابة الأولى بهذا المرض في إسرائيل هي الظهور الأول للمرض في منطقة الشرق الأوسط. وتأكد وجود أكثر من 80 حالة إصابة في في أوروبا والولاياتالمتحدةوكنداوأستراليا. وإضافة إلى الحالات التي تم الإعلان عنها سابقا في أستراليا، أعلنت السلطات الصحية هناك أن رجلا سافر إلى المملكة المتحدة أُصيب بالفيروس. وفي أمريكا الشمالية، أكدت السلطات الصحية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية إصابة رجل سافر إلى كندا في الفترة الأخيرة بجدرى القرود. وقالت هيئة الصحة العامة الكندية إنها اكتشفت حالتين، لكنها أشارت إلى أنه من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان المسافر الأمريكي قد أصيب بالفيروس قبل أو أثناء زيارته إلى مونتريال. وكان الاعتقاد السائد في بداية ظهور هذا المرض يشير إلى أن الإصابة به تكون بين القادمين من دول غرب ووسط أفريقيا. لكن بريطانيا، وإسبانيا، والبرتغال وإيطاليا، والولاياتالمتحدة والسويد، وكندا شهدت ظهور حالات إصابة، أغلبها بين أشخاص لم يسافروا إلى أفريقيا من قبل. كما ظهرت حالات في فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وأستراليا. ولا ينتشر الفيروس بسهولة بين البشر، ويُقال إن الخطر الذي يشكله على الصحة العامة ضئيل جدا. ولا يوجد لقاح محدد ضد جدري القرود، لكن جرعة من لقاح الجدري العادي توفر نسبة حماية تصل إلى 85 في المئة نظراً للتشابه الكبير بين الفيروسين المسببين للمرضين. جدري القرود: هل يجب أن نشعر بالقلق حيال المرض أم نتجاهله؟ جدري القرود: التحقيق في ظهور حالات عدة في الولاياتالمتحدةوكندا وأوروبا وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يجري حالياً التحقق من 50 حالة أخرى يشتبه بأن تكون لجدري القرود - دون أن تذكر بالاسم الدول التي ظهرت فيها، وحذرت من أن من المرجح تسجيل المزيد من الحالات. وأضافت المنظمة، في بيان يوم الجمعة الماضي، أن حالات الانتشار الأخيرة للمرض "تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها". وقالت إنها "تعمل مع الدول المتضررة وآخرين من أجل توسيع نطاق المراقبة للمرض للعثور على الأشخاص المتضررين ومساعدتهم". وحذّرت أيضًا من وصم جماعات بعينها بسبب المرض، مؤكدة أن "ذلك قد يشكل عائقًا أمام إنهاء انتشار المرض، إذ أنه قد يمنع الناس من السعي للحصول على الرعاية الطبية ويقود إلى انتشار غير مكتشف لحالات الإصابة به".