كشفت تسريبات عن اللقاء المغلق الذي جمع بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن الطرفين اتفقا على جملة من القضايا، ومن بينها دعم فرنسا لنظام ولد عبد العزيز، مقابل دعم هذا الأخير لمصالح فرنسا بالمنقطة، إذ طالبه هولاند بضرورة تصحيح العلاقات مع الشريك الأول لبلاده (المغرب) بالمنطقة. وأفادت مصادر موريتانية نقلا عن مقربين من الرئيس الموريتاني أن هولاند قدم مخططا مهما لدعم نظام ولد عبد العزيز، الذي تهدده الأزمة السياسية في بلاده، بينما يسهر هذا الأخير على حماية مصالح فرنسا، بمنطقة الساحل والصحراء، والانخراط في كل الملفات التي تشرف عليها فرنسا بالمنطقة، كما حضر اسم المغرب في المباحثات المغلقة، حين طالب هولاند نظيره الموريتاني بضرورة تعزيز علاقات التعاون مع شركاء فرنسا بالمنطقة وعلى رأسهم المغرب الذي يعتبر الشريك الأول لها في إفريقيا. وأضافت المصادر ذاتها أن الرئيس الفرنسي دعا نظيره الموريتاني إلى مزيد من التعاون بين بلديهما والمغرب من جهة وباقي بلدان منطقة الساحل والصحراء، وذلك في ما يخص محاربة الإرهاب والتطرف، الذي يهدد بلدان المنطقة، وخصوصا بعد تنامي أنشطة وتحركات الجماعات الجهادية. ومن جهة أخرى، تضيف المصادر ذاتها أن الرئيس الفرنسى أشاد بالدور الذي تلعبه موريتانيا في أمن واستقرار القارة، قائلا إن الوساطة التي قادها الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى غامبيا قبل شهرين كانت محل ترحيب وتقدير كبير. وأثنى هولاند في بيان صادر عن الأليزيه مساء أمس الأربعاء 12 أبريل 2017 على الجهود التي تبذلها موريتانيا في مواجهة الغلو والتطرف، قائلا إن تجربتها تستحق الدعم والتشجيع، معربا عن تهانيه للرئيس محمد ولد عبد العزيز على النتائج الطيبة التي حققتها السياسية الأمنية بموريتانيا خلال الفترة الماضية. وأكد هولاند، حسب المصدر ذاته، على استعداد بلاده لدعم مجموعة الدول الخمس في الساحل (جي 5) الساحل في مجال التنمية والأمن، وبشكل خاص دعم دعوة قوة المجموعة المزمع إنشاؤها دعماً عملياً من خلال قوة "برخان"، الفرنسية التي تتولى مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، وأيضاً في مجال التدريب والمعدات، معربا عن أمله في زيادة الاتحاد الأوروبي لدعمه للمجموعة وغرب أفريقيا، معرباً عن فخره بالدعم المقدم من طرف بلاده لموريتانيا، لاسيما دعم مشاريع التعليم وخلق فرص العمل. وأشاد بيان الرئاسة الفرنسية بإنشاء محطة للطاقة الشمسية في مدينة كيفة وسط موريتانيا بدعم مالي من فرنسا، مع العلم أن الأشغال ستنتهي فيها نهاية العام الجاري. وكان الرئيس الموريتاني غادر موريتانيا أخيرا في اتجاه فرنسا، ولم يتلقى أي استقبال رسمي من الجانب الفرنسي، مع العلم أن وسائل الإعلام الموريتانية سبقت الزيارة بالحديث عن مغادرة الرئيس نحو باريس لتلقي فحوصات طبية. تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا تشهد أزمة سياسية خانقة، منذ التعديلات الدستورية التي يسعى نظام الرئيس ولد عبد العزيز لإنزالها على الغرم من رفضها من طرف المعارضة والهيئات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني وغالبية الموريتانيين.