يجري رؤساء ومجموعة المعارضة بمجلس النواب، لقاءات ومشاورات تروم دعم خطوط التنسيق بينها لموجهة الأغلبية الحكومية التي بسطت هيمنتها على المؤسسات التشريعية، سواء من خلال رئاسة مجلس النواب أو رئاسة مجلس المستشارين أو الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان..بيد أن هذا التنسيق تقف أمامه معوقات كثيرة تحول دون أجرأته وارتقائه إلى المستويات المطلوبة، من أبرزها الخلاف العميق بين قيادتي العدالة والتنمية والإتحاد الإشتراكي. وتقف الخصومة بين عبد الإله ابن كيران وادريس لشكر، أمام تنسيق المعارضة، بعد نشوب الخلاف بينهما منذ إعفاء بنكيران من تشكيل حكومة 2016-2021، على هامش حالة البلوكاج التي تشبث بها رئيس الحكومة الأسبق ضد دخول لشكر للحكومة، في وقت بلغت فيه فصول الأزمة مستويات قياسية، إذ لم يبادر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى تهنئة زعيم الاتحاديين على فوزه مؤخرا بالولاية الثالثة، الأمر الذي أكد وجود قطيعة بينهما.
واعتبر مصدر من داخل حزب العدالة والتنمية أن القطيعة بين بنكيران ولشكر متواصلة، بل "من المتوقع أن تطول أكثر"، في المقابل التنسيق بين الحزبين، "لن يجاوز الحدود الدنيا"، موضحا أنه يقتصر في الفترة الراهنة على البرلمانيين داخل مجلس النواب ولا يشمل أي اتفاق بين المؤسستين الحزبيتين.
القطيعة، بين القيادتين، لا تكعس على مايبدو حالة التوافق الكبير بين نواب الحزبين، وفق ما أظهرته تدخلات عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، وأكدته تصريحات عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب، داخل جلسات البرلمان أو في الخرجات التواصلية.
من جانبه، أكدت مصادر أن قادة المعارضة، إدريس لشكر ونبيل بنعبدالله وامحند لعنصر وعبد الإله ابن كيران، قرروا عدم التنسيق السياسي بينهم أو الجلوس إلى طاولة واحدة، فيما سيتم الإكتفاء بالتنسيق الجزئي بين فرقهم البرلمانية في بعض القضايا.
في وقت، أكدت أن الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية، رغم خصومته هو الأخر مع لشكر حاول تقريب وجهات النظر والقيام بوساطة ما بين زعيمي حزبي "الوردة" و"المصباح" لكن مبادرته قوبلت بالفشل من القيادتين.
وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، قد استقبل رؤساء فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب، ببيته بحر الأسبوع الماضي، حالة التوافق المذكورة دون أت ترقى إلى مستوى القيادة.
وشن في وقت سابق عبد الإله ابن كيران، هجوما لاذعا على إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ووصفه بالبلطجي والغدار الذي يمسح بحزبه الأرض، ويتسول منصبا وزاريا ولا يجده، بحسب تعبير بنكيران. متسائلا "هل ترون مصير حزب يقارننا الناس به؟ حتى أصبح هناك بلطجي يفعل به ما يشاء ويبهدله ويمسح به الأرض ويتسول منصبا وزاريا ولا يجده".