تحديات كبيرة تواجه مصنعي زيت الأركان، على هامش ما فرضته الحكومة من إخضاع بيع المنتوج لنظام ترخيص التصدير بهدف تثمينه لخلق قيمة مضافة أفضل، محددة تاريخ فاتح يوليوز 2022 موعدا لتطبيق النظام على تصدير الذهب السائل خاصة زيت الأركان المحمص وغير المحمص المقدم في قارورات أكبر من 5 لترات. طريق البحث عن القيمة المضافة تصطدم باحتكار شركات أجنبية للمادة الخام لزيت الأركان، إذ أكد خالد حاتمي برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة في سؤال إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، "أن شركات أجنبية تحتكر المنتوج وتسوقه ب 20 يورو للتر الواحد، بينما تضطر التعاونيات إلى تسويق الزيت ب500 و600 درهم للتر الواحد، ما يدفع التعاوينات إلى إشهار إفلاسها".
في المقابل، خضوع زيت الأركان، المقدم في قارورات تزيد عن 5 لترات، إلى نظام رخصة التصدير، تبتغي منه الحكومة "ضبط الكميات المصدرة والمحافظة على مناصب شغل العاملين في القطاع بالمغرب ولا سيما أولئك الذين يقومون بتعبئة القارورات".
الناطق الرسمي باسم الحكومة أكد في وقت سابق، أن الزيت المصدر بكميات كبيرة لا يفيد الاقتصاد المغربي، وأكد بالمقابل أن ملء القارورات الصغيرة بالزيت يوفر فرص شغل لليد العاملة المغربية، ومن هنا تأتي الحاجة لمراقبة طريقة استغلاله.
يذكر أن فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب، كان قد طالب بمنع تصدير الأركان كمادة خام للخارج، مؤكدا على ضرورة تثمينه كليا بالمغرب في أفق 2024، لخلق قيمة مضافة أفضل.
وتزداد يوما بعد يوم أهمية شجرة الأركان، وتتنافس حاليا شركات ألمانية وفرنسية وأميركية وكندية ودنماركية في استثماره بإنشاء صناعات دوائية وتجميلية، مستخدمة الزيت الذي تستخرجه من ثمار هذه الشجرة. وتعتبر هذه الشركات شجرة الأركان شجرة سحرية، وشجرة للحياة، لما وجدته مختبراتها العلمية من فوائد طبية علاجية ووقائية وغذائية لزيت الأركان وكل ما تنتجه الشجرة من ورق وأغصان، وما يتخلف من عملية عصر ثمارها لاستخراج الزيت الثمين.
وتتركز النسبة الأكبر من غابات الأركان بين أكاديروتارودانت. هذه المنطقة وحدها تمثل 67 في المئة من مساحة هذا النظام البيئي موزعة وفق الترتيب التالي، تارودانت 42 في المئة، أكادير 25 في المئة، تيزنيت 16 في المئة، الصويرة 15 في المئة وشيشاوة-أسفي 2 في المئة".
ويعرف زيت الأركان ب"ذهب البلاد السائل"، وساعد على تزايد بيعه عالميا، دراسات أظهرت فوائده الصحية. ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي، الذي يأتي معظمه من المغرب، إلى 19623 طنا، أو ما يعادل مليارا و79 مليون دولار أمريكي، بحلول 2022، بعد أن كان 4836 طنا في عام 2014.
ويستخدم زيت الأركان تقليديا في المغرب كمادة غذائية، إذ يغمس الخبز فيه، أو يرش على الكسكس والسلطة، أو كمادة طبية. ولكن ما زاد الطلب العالمي عليه هو صناعات مستحضرات التجميل. فهو يستخدم كريما للوجه، وأصبح يضاف إلى مرطبات الشفاة، والشامبو، والمرطبات الأخرى، والصابون.