سنتين متتاليتين من القيود التي فرضها الوباء، لم يمنع المغاربة هذا العام من الاحتفال بعيد الفطر في أجواء تتسم بعودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها. ويرتبط "العيد الصغير" كما يسميه المغاربة، بعادات وطقوس متوارثة عبر الأجيال، قد تختلف نسبيا من منطقة إلى أخرى، غير أن قاسمها المشترك، يتمثل في ضرورة حضور الحلويات المتنوعة على موائد الإفطار مع الاقبال على الأزياء التقليدية. ولا تخلو موائد الأسر المغربية عند أول فطور صباحي بعد شهر من الصيام، من تشكيلة من الحلويات التقليدية إلى جانب فطائر مغربية ك"المسمن" و"البغرير" و"الحرشة"، ولا يستقيم حضورها على المائدة دون إرفاقها بالشاي المغربي بالنعناع.
وبعد عامين..يشكل "كعب غزال" و"غريبة "و"الفقاص" أبرز الحلويات التقليدية التي تتمتع بشهرة واسعة بمختلف ربوع الوطن، وتحظى بإقبال كبير خلال الأعياد والمناسبات الدينية والاحتفالات الجماعية.
عودة أجواء العيد
تعود مصليات ومساجد المملكة الكبرى لإستقبال المصلين، إذ تتوحد إليها الوجهة الكل يسارع الخطى للفوز بحسنات صلاة العيد، حيث يظهر الرجال والشباب والأطفال بأزاء تقليدية أصلية. عادت فرحة خروج المغاربة إلى صلاة العيد، بفتح المصليات في وجه المصلين خلال عيد الفطر، بعد سنتين من الغياب بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد واتخاذ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لقرار إلغاء صلاة العيد بالمصليات تجنبا للاكتظاظ والتسبب في بؤرة وبائية.
طقوس وعادات
وتفضل ربات البيوت ممن تسمح لهن ظروفهن بتحضير حلويات العيد في المنزل، وقد تجتمع أحيانا نساء العائلة لتحضير الحلوى في جو احتفالي.
تؤكد رشيدة ربت المنزل، إن لإعداد الحلوى في البيت سحرا خاصا، يضفي على المنزل طابع الاحتفال والبهجة التي لا تكتمل إلا باجتماع النساء في المطبخ لإعداد الحلويات وتبادل ذكريات العيد مع الصغيرات، في جو حماسي يحيي الطقوس والعادات العريقة، كما كانت تفعل الأمهات والجدات. وتقول السيدة الأربعينية ل"الأيام 24″ أن " الطعم الخاص بهذه المناسبة يتمثل في السهر لساعات متأخرة خلال ليلة العيد من أجل الإعداد لمائدة الإفطار الصباحية المتنوعة، والتي تضم إضافة إلى حلويات مشلكة، الفطائر والأجبان والفواكه الجافة وغيرها من الأطباق التي تزين مائدة الفطور.
وإضافة إلى كل هذه الطقوس، يحرص المغاربة خلال يوم العيد على تقديم الحلوى التقليدية في أفضل الأواني، إلى جانب عدة الشاي الفضية الخاصة بالمناسبات، كل ذلك فوق سفرة مغلفة بغطاء مزخرف بالطراز المغربي الأصيل.
كما يحرص المغاربة على مشاركة أطباق الحلوى المشكلة خلال هذه المناسبة، بين الجيران أو عند تبادل الزيارات العائلية، من أجل تقديم التبريكات الخاصة بالعيد. حلويات تقليدية متنوعة