Getty Images تلقى الملياردير إيلون ماسك تحذيرات بشأن ضرورة حماية مستخدمي تويتر من المحتوى الضار، بعد توصله إلى صفقة بقيمة 44 مليار دولار لشراء موقع التواصل الاجتماعي. وتعهد ماسك بتخفيف القيود على المحتوى، وهو ما أثار مخاوف مجموعات حقوقية من تزايد التنمر وانتشار الأخبار الكاذبة على الموقع. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه "بغض النظر عن المالك فإن مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بالتحلي بالمسؤولية". ونبهت المفوضية الأوروبية أيضا ماسك بواجب حماية مستخدمي الموقع. وكتب تيري بروتون، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، على تويتر: "سواء كانت شركة سيارات أو تواصل اجتماعي، أي مؤسسة تعمل في الاتحاد الأوروبي ملزمة باحترام قوانينا، بغض النظر عن مالكيها". وقال الاتحاد الأوروبي إن قواعد جديدة "ستعيد تنظيم" السوق الرقمية، بما فيها طريقة عمل شركات التكنولوجيا العملاقة. وعندما تدخل القواعد حيز التنفيذ، فإن الشركات ستكون مطالبة بالمزيد من الشفافية بشأن سبب اقتراح نوع معين من المحتوى للمستخدمين، ولماذا توجه لهم إعلانات معينة. * لماذا أصر إيلون ماسك على شراء تويتر؟ * إيلون ماسك يتوصل إلى صفقة لشراء تويتر مقابل 44 مليار دولار "أساس الديمقراطية" ويعتبر ماسك نفسه من أنصار "حرية التعبير المطلقة"، وسبق أن انتقد سياسة تويتر المتعلقة بمراجعة المحتوى، معللا موقفه بأن الموقع ينبغي أن يكون منتدى حقيقيا لحرية التعبير. وقال ماسك لدى إعلانه عن الصفقة: "حرية التعبير هي أساس عمل الديمقراطية، وتويتر بمثابة تايم سكوير الرقمي تناقش فيه القضايا التي تهم مستقبل الإنسانية". وتتعرض شركة التواصل الاجتماعي إلى ضغوط متزايدة من السياسيين وهيئات الضبط بخصوص ما ينشر على الموقع، كما أنها تواجه انتقادات من اليسار واليمين بسبب تعاملها مع الأخبار الكاذبة. ومن أهم الإجراءات التي اتخذها تويتر العام الماضي هو حظر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسبب مخاطر "التحريض على العنف". ولكن مؤسس تويتر، جاك دورسي، الذي لا يزال عضوا في مجلس الإدارة، رحب في سلسلة تغريدات، بقدوم ماسك، واصفا إياه بأنه "الحل الوحيد الذي أثق فيه". وقال إن الشركة كانت في "جعبة" وول ستريت، وإن قرار ماسك بسحب الأسهم، كان "خطوة أولى صائبة". وأضاف أن تويتر "سيواصل خدمة التحاور العام"، ولكنه قال إنه "يعتقد أنه لا ينبغي لأحد أن يمتلك أو يدير تويتر". ولكن منظمة العفو الدولية قالت في سلسلة من التغريدات: "نحن قلقون بشأن أي خطوات يتخذها تويتر من شأنها أن تقوض السياسات والآليات الموضوعة من أجل حماية المستخدمين". وأضافت: "لا نريد أن يغض تويتر الطرف عن خطاب العنف والإساءة الموجه للمستخدمين، خاصة الفئة الأكثر عرضة لمثل هذه التصرفات، من بينهم النساء وغيرهن". ولم يرد تويتر على طلب بي بي سي التعليق على هذه المخاوف. وقد وافق أعضاء مجلس إدارة تويتر وعددهم 11 بالإجماع على صفقة ماسك. وتحدث المدير التنفيذي لتويتر، بارغ أغراوال، إلى الموظفين، مشيرا إلى أن مستقبل الشركة غير معروف. وقال: "عندما تبرم الصفقة لن نعرف الوجهة التي سيسير الموقع نحوها". هل سيهجر الناس تويتر؟ قال ماسك إنه يأمل من أكبر منتقديه أن يبقوا على الموقع "لأن ذلك هو معنى حرية التعبير". ولكن عددا من المستخدمين هددوا بهجر تويتر، بينما غادره آخرون فعلا. وكتبت الممثلة البريطانية جميلة جميل تقول إنها تتوقع "أن يزداد حجم الكراهية والانفلات في الموقع". وقالت لمتابعيها المليون إنها تريد أن تكون هذه آخر تغريدة لها. أما كارولين أور بوينو، الباحثة في جامعة ميريلاند فقالت إنها ستبقى في الموقع الذي يتابعها فيه 450 ألف شخص. وقالت: "لا أحد يعرف كيف سيكون حال تويتر تحت إدارة إيلون ماسك، ولكن ما نعرفه هو إذا غادر جميع الناس الطيبين فإن المكان سيسوء حاله بسرعة أكبر". ويتوقع دان إيف، المحلل الاستثماري في شركة ودبوش، أن يتريث المستخدمون قبل اتخاذ قرار المغادرة، وقال: "إن الوقت حاليا هو لجذب مستعملين جدد ووقف موجة المغادرة". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الاثنين إن الرئيس جو بايدن "عبر منذ فترة طويلة عن قلقه من سلطة مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة بغض النظر عن من يملك أو يدير تويتر". وقالت عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارن إن الصفقة فيها "خطر على ديمقراطيتنا"، داعية إلى ضريبة على الثروة، وإلى "قوانين صارمة" لمحاسبة شركة التكنولوجيا العملاقة. أما عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري مارشا بلاكبيرن فرحبت بالصفقة، قائلة إنه "يوم مشجع لحرية التعبير".