انتهت مباراة الوداد الرياضي والجيش الملكي، برسم مؤجل الدورة 21 من البطولة الوطنية، والتي أقيمت في مركب محمد الخامس، بالتعادل هدف لكل فريق، وذلك بعد افتتاحه مجددا بعدما شهد أشغال ترميم وتجديد لبعض بنياته المختلفة. وشهدت المباراة حضورا كبيرا لجماهير الوداد الرياضي، التي حجت بكثافة إلى "دونور"، كأول موعد لها لمساندة الفريق بمعقله الرئيسي بعد انقطاع طال أمده بسبب الأشغال التي كلفت كل من الفريق الأحمر وغريمه التقليدي الرجاء الكثير، لذا كانت الجماهير الحمراء عنوانا بارزا للمباراة، إذ امتلأت "الفريميجا" عن آخرها، كما تم تخصيص جزء من "الماكانا" لأنصار الفريق الأحمر، وقد وقعت هذه الجماهير على احتفالية "عالمية" استمرت بدون انقطاع، في المقابل حضر جمهور الجيش الملكي حضر بدوره لدعم فريقه رغم أنه لم يكن بأعداد كبيرة. المصالح الأمنية بدورها تعرف جيدا ما تعنيه المباراة الأولى لأنصار الوداد في مركب محمد الخامس، وخصوصا أن الأمر يتعلق بمباراة الكلاسيكو أمام الجيش الملكي، لذا كانت مختلف العناصر الأمنية والقوات العمومية، حاضرة بحمايتها للأجواء بداخل وخارج المركب، فاستحقت بذلك علامة كاملة.
لكن التنظيم لم يكن في مستوى ما ترغب فيه الجماهير، على حد قول مجموعة من أنصار الفريق الأحمر في تصريحاتهم ل"الأيام 24"، معبرين عن استيائهم من التنظيم، إذ أكدوا أن ما تغير في "دونور" لا يعدو أن يكون متعلقا بالكراسي والساعتين، وأن الأمر ازداد سوء وخصوصا على مستوى الولوج إلى الملعب، حيث أن الدخول إلى داخل الملعب كان بصعوبة بالغة، نظرا لفتح بابين فقط، وكذا للتأخر الحاصل بسبب الحواجز الإلكترونية، مطالبين بمزيد من الجهد على مستوى التنظيم لتيسير عملية الولوج. وعبّر عدد من أنصار الفريق الأحمر عن امتعاضهم من الاكتظاظ في شبابيك التذاكر، معبرين عن إحباطهم من بقاء الأمور على ما هي عليها، إذ وقفوا في الصفوف لوقت طويل وسط زحام شديد من أجل الوصول إلى الشباك واقتناء التذاكر. وحظيت المباراة بمتابعة إعلامية كبيرة، بحضور صحافيين ومصورين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية، كما شهدت المباراة حضورا كبيرا على مستوى الشخصيات الرياضية وعلى رأسها مدرب المنتخب الوطني هيرفي رونار، الذي لم يفوت هذه المباراة التي تعتبر من بين اللقاءات التي تعرف ندية كبيرة وحضورا جماهيريا كبيرا ما يحفز اللاعبين على تقديم أحسن ما لديهم من مهارات وإمكانيات بدنية وتقنية. وتم تسجيل غضب أنصار الوداد من طريقة لعب فريقهم الحمر، أو بالأحرى، من خطة المدرب الحسين عموتة، وخصوصا أن الفريق تلقت شباكه هدفا في الشوط الأول، ولم يستطع العودة في النتيجة إلا في الدقائق الأخيرة من الجولة الثانية، حين بدأت عدد من الجماهير تخرج من المركب، معلنة عن غضبها الكبير من عدم فوز فريقها، غير أن الهداف جيبور كان له رأي آخر، فقد أبى إلا أن يسجل هدف التعادل وبطريقة عالمية، اهتزت معها مدرجات "الفريميجا" بجنون، وتنفس الجميع الصعداء بما فيهم الحسين عموتة، الذي بدا أنه يحاول أن يقدم كل ما في جعبته على الرغم من النقص الحاد في التركيبة البشرية للوداد والتي تعاني من خصاص بسبب إصابة عدد من اللاعبين الأساسيين.
غضب الجماهير الحمراء نال منه الحكم جيد نصيبه، إذ صبت الجماهير غضبها أكثر من مرة عليه، وخصوصا لحظتي إسقاط أونداما وأوناجم بداخل مربع العمليات، وطالب على إثرها أنصار الفريق بضربتي جزاء. ونجح عزيز العامري خلال المباراة بفرض أسلوبه الذي يعتمد على المرتدات الهجومية، والتي تفاعلت معها جماهير "العساكر" التي حجت إلى "دونور" لدعم فريقها الذي تحسن كثيرا مقارنة بالنصف الأول من البطولة الوطنية للموسم الجاري. ومباشرة بعد تسجيل الوداد لهدف التعادل، ازداد الضغط أكثر في الملعب وحتى في المدرجات، إذ بات الجميع ينتظر هدفا ثانيا للفريق الأحمر، وخصوصا أن عموتة دفع بكل أوراقه لتسجيل هدف الفوز، غير أنه لم يفلح في ذلك رغم الدعم الجماهيري الكبير، في حين أن الجيش الملكي كاد أن يقتل المباراة من خلال مرتداته الهجومية الخطيرة، والتي تحظى بمتابعة يطبعها الهلع والخوف والترقب في مدرجات "فريميجا". على العموم، جماهير الوداد الرياضي كانت في الموعد، واستحقت العلامة الكاملة، بتشجيعاتها الحضارية، وتقديمها للدعم والمساندة لفريقها إلى لحظة إعلان الحكم عن نهاية المباراة، لذا استحقت أن تكون عنوان المباراة الأبرز.