قالت مصادر إسبانية، إن مدريد طلبت وساطة جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لحل الأزمة مع الجزائر، بعدما ترك تحول موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء المغربية أثرا بالغا في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر العاصمة للتشبث بقرارها في سحب السفير والتأكيد على أنه ليس موقفا وليد "غضب مؤقت". واستنادا لما أوردته صحيفة "إل كونفيدنسيال" الإسبانية، اليوم السبت، فإنه لم يتم الرد على وزير الشؤون الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، عبر الهاتف في الجزائر العاصمة منذ أن تم الإعلان عن الرسالة الموجهة من بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، بأن "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، مشددا على "الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأممالمتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف".
وردا على رسالة بيدرو سانشيز، أكد المغرب أنه يثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، بأنه لحل الأزمة بين الجزائر وإسبانيا، طلب ألباريس المساعدة من جوزيب بوريل ، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الأوروبية، وقدمها دون موافقة السلطات الجزائرية على المصالحة مع السلطة التنفيذية الإسبانية.
وأوضحت "إل كونفيدنسيال"، فإنه بناء على طلب الباريس ، التقى بوريل في 26 مارس الماضي، في الدوحة (قطر) بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، مشيرة إلى أنه "لم يكن اجتماعًا رسميًا، ولكن كان هناك اهتمام بالاستفادة من الاتصالات مع الجزائر للتعليق على الوضع ، ومن المنطقي شرح الموقف الإسباني واستكشاف رده".
ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن مصادر دبلوماسية، قولها "أنه يمكن لإسبانيا دائما الاعتماد على مساعدة الاتحاد الأوروبي إذا احتاجت إليها". وترى الجزائر أن مشكلتها مع إسبانيا وليست مع الاتحاد الأوروبي، لكن رغم ذلك وافق لعمامرة على لقاء بوريل لمناقشة الخلاف مع الحكومة الإسبانية ، بحسب مصادر دبلوماسية جزائرية. وكان رد الوزير الجزائري أن بلاده ستفي بالتزاماتها فيما يتعلق بإمدادات الغاز ، لكنها سترفع سعرها كما هو منصوص عليه في عقود الطاقة الحالية لتقريبها من سعر السوق .
وتتجه إسبانيا لتعويض الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي الأقل كلفة، في ظل تلويح الجزائر بزيادة الأسعار.
وفي وقت سابق، قال المسؤول الجزائري، عمار بلاني، إن عودة سفير بلاده، إلى مدريد مرهونة بشروط تعيد الثقة بين الجانبين. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن "عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي".
وعلاقة بالموضوع، أكدت الجريدة الإسبانية "إيل موندو" الإسبانية في تقرير لها، أن إيطاليا ابتعدت بشكل كبير عن إسبانيا كأكبر شريك أوروبي للجزائر في مجال الغاز"، وأضافت أن "بهذا الاتفاق المهم والتحالف الطاقوي بين البلدين فإن الجزائر تتطلع إلى إيطاليا كحليف طاقوي أوروبي كبير".
واستبعدت أن يحظى سانشيز في حال زار الجزائر بالقدر نفسه من الحفاوة التي استقبل بها دراغي بعد التغير المفاجئ في موقفه من قضية الصحراء المغربية دون إبلاغ مورده الرئيسي للغاز، في خضم الأزمة الطاقوية الحالية.