يجري قطار التطبيع بسرعة وبوتيرة مرتفعة إذ تتحدث تقارير إعلامية إسرائيلية عن عزم المغرب افتتاح إذاعة ناطقة باللغة العربية موجهة لليهود، وسط جدل كبيرا بين رافضي الفكرة التي اعتبروها خروج السطات المغربية عن نسق استئناف العلاقات الذي دخلته الرباط وتل أبيب منذ أواخر العام 2020. وكشفت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية تفاصيل إنشاء المشروع الإعلامي، وذلك نقلا عن عضو المجلس الأعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي في المغرب جاك كنافو، قوله إنه سيتم إطلاق إذاعة تحمل اسم "موزاييك" وهي إذاعة خاصة ناطقة بالعربية موجهة لليهود المغاربة يوم 22 نونبر 2022. وأوضح أن هذه الإذاعة ستختص في معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية، وسيتم بثها في البداية في كل من الدارالبيضاء، الرباط، ومراكش وبعد ذلك ستمتد إلى مدن أخرى مثل فاس وطنجة".
ويعد كنافو، صاحب هذا المشروع وأحد أعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى أنه سيتم إطلاق هذه الإذاعة في بادئ الأمر ك "إذاعة رقمية"، قبل أن يتم بثها على موجات FM بمجرد الحصول على ترخيص من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب.
وسيكون المشروع الإعلامي الذي يحمل اسم إذاعة "موزاييك" موجها في المقام الأول لليهود المغاربة، والذين يصل عددهم إلى أكثر من مليون شخص، وكذلك إلى سكان المناطق الريفية في المغرب التي قال إنها تعد "مهد اليهودية المغربية". ويزعم أن الهدف من هذه الإذاعة الناطقة بالدارجة والعبرية والأمازيغية والفرنسية هو "تسليط الضوء على التراث اليهودي المغربي".
ويبلغ رأس مال هذه الإذاعة في استثمارها الأولي 10 ملايين درهم، باستثناء العقارات، ويعتبر جاك كنافو المساهم الرئيسي والشريك الفرنسي من عالم المال. وحاليا يتم وضع اللمسات النهائية على بناء استديوهات هذه الإذاعة التي ستكون وسط مدينة الدارالبيضاء، وبالضبط بالقرب من المدينة القديمة.
في غضون ذلك عبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن تنديدها بما يروج حول مشروع إنشاء إذاعة بالمغرب تحت غطاء تخصيصها لليهود المغاربة، وطالبت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" بعدم الترخيص لهذا المشروع.