في ظل استمرار موقفها الملتبس بشأن قضية الصحراء، استقبل نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، مؤخرا، السفير المغربي بموسكو لطفي بوشعرة، بحث خلاله الطرفان عدد من الملفات من بينها قضية الصحراء المغربية، وذلك قبل اجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي، في 20 أبريل الجاري. ويرغب المغرب بموقف واضح من ورسيا بشأن قضية الصحراء. ورغم موقف موسكو الذي يميل أكثر إلى أطروحة الانفصال المدعومة من الجزائر التي تعتبرها روسيا حليفا استراتيجيا في المنطقة، والاختلاف في وجهات النظر بين البلدين، إلا أنهما مقتنعان بضرورة الحفاظ على العلاقات بينهما لحاجة المغرب لموقف روسي متوازن من قضية الوحدة الترابية، ولحاجة روسيا للمغرب كمفتاح رئيسي للقارة الافريقية وكبلد مؤثر في التعاون الروسي العربي.
وفي هذا الصدد، قال الخبير المغربي في شؤون الصحراء وإفريقيا، أحمد نور الدين، "إنه بشأن موقف موسكو بشأن قضية الصحراء المغربية، يجب أن نميز بين مسألتين فروسيا لم تدعم في يوم من الأيام سواء في عهد الاتحاد السوفياتي أو اليوم الانفصال أو جبهة البوليساريو، وأنها كانت دائما تأخذ العصا من الوسط".
وأضاف المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيا24″،"أن الموقف الروسي بشأن الصحراء يجب أن نفهمه ليس كموقف موجه ضد المغرب، وإنما ضد الغرب، لأن روسيا بصفة عامة تحاول دائما أن تأخذ الموقف المناقض للغرب، في الصراعات والنزاعات الدائرة في العالم، هذا توجهها العام، سواء خلال أيام الاتحاد السوفياتي، أو أيام عودة الحرب الباردة الجديدة، منذ وصول الرئيس بوتين، منذ 20 سنة، إلى سدة الحكم".
وزاد أحمد نور الدين قائلا "الموقف الروسي تجاه المغرب فيمكن أن نفهمه على أن موسكو هي في الحقيقة تؤيد الرباط أكثر مما تؤيد الجزائر العاصمة، لاعتبارات عدة من بينها أن اتفاقيات الصيد البحري مع روسيا وكما قلت من أيام الاتحاد السوفياتي إلى اليوم، تشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة، دون تحفظ، كما أن لا يوجد أي تحفظ من الجانب الروسي عند توقيع اتفاقيات الصيد البحري، التي تشمل مناطق الصحراء المغربية، كما أنه حتى في القرارات التي تتخذ في مجلس الأمن ومن ضمنها القرار الأممي الأخير بشأن الصحراء 2602، روسيا لا تصوت ضد القرار بل تمتنع عن التصويت وفي أحد القرارات الأممية صرح المندوب الروسي في مجلس الأمن، على أن التصويت ليس موجها ضد المغرب، ولكن المفهوم بين السطور هو موجه ضد حاملة القلم الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي غريم روسيا.
واعتبر المحلل السياسي، أن "موسكو هي دائما تمسك العصا من الوسط لأنها تجني من وراء النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، مئات المليارات من الدولارات باعتبار الجزائر الزبون الأول في أفريقيا والثاني على المستوى العالمي للسلاح الروسي.
ولفت الخبير المغربي، أن "صفقات التسلح الجزائرية، تصل إلى حوالي 10 مليار دولار سنويا، وتستورد كلها من روسيا، وبالتالي يجب أن نتفهم أيضا كون إطالة النزع في الصحراء، يصب في مصلحة روسيا من خلال صفقات السلاح الضخمة التي يبرمها النظام الجزائري مع موسكو.
وأشار أحمد نور الدين، إلى أن "روسيا لم تتخذ يوما موقفا مناهضا ضد المغرب في مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء، وبالتالي إذ وضعنا كل هذه النقط في الميزان، فيمكن أن نقول أن روسيا في الحقيقة تؤيد المغرب، لأنه لولا لم تكن تؤيد الرباط ونظرنا إلى كل هذه الصفقات التسلح والميزانيات الفكية والتعاون العسكري، والصراع الروسي مع المعسكر الغربي كان من المفروض أن تكون موسكو ضد المغرب مئة في المئة، وكونها محايدة فهو موقف مؤيد للمغرب".
وينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في 20 أبريل الجاري جلسة تخصص لملف الصحراء المغربية، حيث سيستمع الأعضاء إلى إحاطة حول جديد المشاورات في الموضوع، يقدمها الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصحراء، ألكسندر إيفانكو، والمبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، بالإضافة إلى إمكانية تمديد مهمة البعثة الأممية 'مينورسو' التي تنتهي في 31 أكتوبر المقبل.