يعيش جنرالات قصر المرادية هذه الأيام على أعصابهم، وذلك بعد تأكدهم من وجود اتصالات مكثفة بين الرباطوموسكو، على بعد أيام قليلة من الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن حول قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. المعطيات المتوفرة تشير إلى أن النظام الجزائري بدأ يحس ببوادر تغير قريب وتدريجي في الموقف الروسي من قضية الصحراء، إذ بعدما كانت موسكو تعارض دائما أي قرار يدعم بشكل واضح الطرح المغربي، من المرتقب أن يخفف "بوتن" من دعمه للأجندة الجزائرية، وهو ما يعني إمكانية تمرير قرار قد يشكل ضربة قاضية لجميع مخططات الجزائر.
هذا التخوف الجزائري تزايد عقب الاستقبال الذي حظي به السفير المغربي في موسكو لطفي بوشعرة، من طرف نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، والذي أجمع الطرفان على أن نتائجه كانت إيجابية، خاصة وأن روسيا قدرت كثيرا عدم انحياز الرباط للجانب المعارض لها في حربها على أوكرانيا، وامتناعها عن التصويت ضدها رغم الضغوط الغربية.