خسائر فادحة تجرعتها مدينة مليلية المحتلة في أعقاب إغلاق المعابر الحدودية مع المغرب طيلة السنتين الماضيتين، وذلك بحسب ما أوردته يومية "ألفارو دي مليلية"، اليوم الجمعة، مؤكدة أن البعض بدا لهم امكانية عيش المدينة في كنف اسبانيا وبعيدا عن الاعتماد على المغرب، إلا أن واقع الحال يؤشر على الارتباط الاقتصادي لمليلية بالمملكة المغربية. وأغلقت المعابر الحدودية "بني انصار وفرخانة وباريو تشينو وماريواري" في وجه كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية والاجتماعية بالمدينة، مما أفقدها أهم مورد مالي كانت تنتعش به جراء ما يسمى ب"التهريب المعيشي"، ووفق الصحيفة فالتجارة غير المنظمة تشكل الداعم الأكبر للمقاولات التجارية هناك، حيث تمثل مابين 80 في المائة إلى 90 في المائة من أنشطة المقاولات.
وأكدت الصحيفة، استنادا إلى تصريحات أدلى بها رئيس اتحاد تجار مليلية ، إنريكي ألكوبا ، أن مداخيل المقاولات بمدينة مليلية انخفضت في عام 2020 بنسبة تتراوح ما بين 30 و 70٪ ، لكن، إذا كانت مداخيل التجار انخفضت عموما بنسبة 50 في المائة، فإن تجار الجملة الذين يزاولون أنشطتهم التجارية في المعابر الحدودية، انخفضت مداخيلهم بسنبة 100 في المائة، وبالتالي يعتبرون الأكثر المتضررين من إغلاق الحدود مع المغرب.
وبحسب الأرقام، فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي لمليلية بنسبة 9.1 في المائة عام 2020، مقارنة مع عام 2019، من جانبها تشكل قطاعات التجارة والنقل والخدمات القوام الأساسي للإقتصاد.
وتشكل اليد العاملة المغربية، إذ ارتفع عدد الأشخاص المقيمين في المدن المجاورة على غرار الناظور الذين يشتغلون في مليلية ب 1385 شخصا بين عامي 2008 و2019، أي بنسبة 40 في المائة.
يذكر أنه جرى خلال الأيام الماضية حديث عن قرب فتح المعابر الحدودية بين مدنتي سبتة ومليلية المحتلتين، في أعقاب الإنفراجة التي شهدتها العلاقات الاسبانية المغربية، وزيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للرباط وعقد مباحثات مع الملك محمد السادس.