أصبح المنتخب الوطني المغربي يعيش وسط مناخ مسموم تهدد مزاجية المدرب بنسف العلاقات داخله، وإذا كانت هنالك فئة قليلة من المدربين تجر وراءها ماضيا سيئا مع المنتخبات أو الفرق التي شارك معها، واحد من هؤلاء وحيد خليلوزيتش مدرب الذي يحتفظ بذكريات غير سارة مع اليابانوالجزائر والكوت ديفوار. إقالة وحيد وإبعاده عن المنتخب الياباني لكرة القدم كانت قد أثارت الكثير من الجدل بسبب توقيت اتخاذ القرار الذي جاء قبل أسابيع قليلة من انطلاق مونديال روسيا 2018. فالاتحاد الياباني يعرف عنه صبره على المدربين وعدم التسرع في إقالتهم إذ يتخذ القرار غالبا بعد نهاية المسابقات الدولية التي يشارك فيها المنتخب، لكن واقعة خليلوزيتش كانت مفاجئة فالرجل غادر باكيا ولم يستطع إخفاء دموعه عن كاميرات الصحافيين. وذكرت تقارير صحفية في اليابان حينها أن المدرب البوسني "يؤخذ عليه عدم تحليه بالدبلوماسية في مجتمع ياباني مهذب، ما خلق أجواء توتر بينه وبين اللاعبين". وكشفت صحيفة "هوتشي" أن "الشعور بالتضامن كان مفقودا بين اللاعبين ومدربهم". وتولى خليلوزيتش تدريب منتخب "السامواري" في مارس عام 2015، ونجح في قيادته إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 لكنه أقيل قبل المشاركة فيه. وفي الجزائر كان وحيد خليلوزيتش يشرف على المنتخب الأول ووحقق معه إنجازا تاريخيا في كأس العالم في البرازيل بالتأهل إلى ثمن النهائي قبل الخروج المشرف أمام ألمانيا، لكنه بشخصيته الصدامية والعنيدة لم يكن على علاقة جيدة بالصحافة الجزائرية وكذلك عدد من مسؤولي الاتحاد الجزائري فقد كانت الانتقادات تحاصره من كل جانب. الصحافة الجزائرية فجرت فضيحة كبرى حين كشفت أن وحيد قام بتسهيل مهمة شقيقه وتوسط له للإشراف على تنظيم مباراة ودية لمنتخب الخضر على أن يحصل على عمولات مالية كبيرة. هذه التقارير الصحفية كانت سببا في تأزم العلاقة بين خليلوزيتش والصحافة ودون سابق إنذار اتخذ القرار المفاجئ وقرر مغادرة منصبه. وفي الكوت ديفوار نجح في قيادة منتخب الفيلة للتأهل إلى مونديال 2010 لكنه لم يشارك معه في النهائيات بجنوب إفريقيا لأنه أقيل قبل البداية بأشهر وتم تعويضه بالمدرب السويدي إيركسون، وعن هذه الواقعة قال خليلوزيتش إنها بدوافع سياسية ولا علاقة لها بالنتائج والمستوى مع المنتخب الايفواري.
يبدو أن شخصية خليلوزيتش في التدريب لم تعد صالحة لكرة القدم الحديثة وعقلية لاعبي هذا العصر، وقد كان اللاعب الفرنسي جيروم روتن بليغا في تصريحه حين قال إنه لا يزال حبيسا لفترة التسعينيات، في إشارة إلى الأسلوب الذي يدير به اللاعبين ويدبر به المباريات.