بمُجرد عرض حلقات قليلة من مسلسل "فتح الأندلس"، أثار جدلا واسعا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، مُوجهين إليه جُملة من الانتقادات والاتهامات ب"تغيير الوقائع التاريخية"، الشيء الذي وصل إلى البرلمان، إذ وجهت الكتلة الاشتراكية بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة محمد بنسعيد بشأن هذا العمل الدرامي. وفي هذا السياق، رفع محمد ألمو، محامي بهيئة الرباط، دعوى استعجالية بالمحكمة الابتدائية في مدينة الرباط، ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية التي تبث مسلسل "فتح الأندلس" على القناة الأولى، خلال شهر رمضان.
وأوضح المحامي، بحسب الدعوى الاستعجالية التي ينوب فيها عن عن رشيد بوهدوز، ناشط حقوقي، أن "العارض مواطن مغربي وفاعل جمعوي وسياسي مهتم بالدفاع عن الهوية الوطنية وثوابت المملكة المغربية..وبحكم تشبع العارض بهذا الوعي الهوياتي فقد فوجئ وهو يتابع البرامج الرمضانية على القناة الأولى، التابعة للمدعى عليها، ببث وعرض مسلسل تاريخي بعنوان "فتح الأندلس"، يعرض بعد الإفطار طيلة شهر رمضان على مدار 33 حلقة".
"على امتداد 4 حلقات المعروضة لحدود الآن، تفاجأ العارض ومعه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلادنا، إذ أن أحداث هذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيها تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديهيات التاريخية والجغرافية للمغرب، ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية والتي أرخت للأحداث التي يتناولها المسلسل المذكور" تضيف الوثيقة القانونية، التي توصلت الأيام 24 بنسخة منها.
ويردف المصدر نفسه، أن المسلسل "يتضمن عدة مغالطات تاريخية من شأن الاستمرار في نشرها وبثها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنون تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم" مشيرا إلى أنه "يسيء للامتداد التاريخي والجغرافي للوحدة الوطنية، ذلك أن الشعب المغربي يعتبر سبتة مدينة مغربية، في حين أن المسلسل يسوق لدى المشاهد المغربي معطيات تاريخية مغلوطة حول هاته النقطة من خلال تحريف هوية وانتماء حاكم هذه المدينة".
وتجدر الإشارة، إلى أن مسلسل "فتح الأندلس" من إخراج محمد العنزي، وسيعرض طيلة شهر رمضان، ويحكي تفاصيل العمليات التّي قادها طارق بن زياد من شمال إفريقيا، وبالضبط من مدينة طنجة، للوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيري، بحسب إعلان الجهة المٌنتجة.
وبحسب القناة الأولى المغربية، التي تعرض المسلسل، فإن أحداثه تدور ضمن فترة التحضير لعبور البحر من أجل فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد، و"تمتد الأحداث على 33 حلقة، وستقدم للمشاهد دروسا في الشجاعة والتضحية والإخلاص، وقيم التسامح والتعايش التي كانت ضمن أولويات الفتوحات الإسلامية".