في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب الارتياح لدى الفلاحين، المُستبشرين خيرا بالتساقطات المطرية الغزيرة، على مدار الأسبوع المُنصرم، عاشت ساكنة المنازل التي تُعد من بين الآيلة للسقوط في مناطق مُختلفة من المغرب، مشاهد الخوف والقلق، إذ تسببت مياه الأمطار في انهيار جُملة من شُرفاتها وتصدعات في بعض جدرانها، مما بات الأمر يُهدد أمنها وسلامتها الجسدية والنفسية، من خطر الانهيار الكامل. وأوضحت مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو، تم تداولها على نطاق واسع في الفضاء الرقمي، مشاهد انغمار الشوارع والأزقة وصولا إلى المنازل بالمياه والأوحال، فكان ساكنة المنازل السُفلية أكبر المتضررين، إذ غطت المياه مفروشاتهم المنزلية وأفسدت كافة تجهيزاتهم الالكترونية، وذلك في عدد من المدن المغربية من قبيل الدارالبيضاء وأكادير ومُجمل مدن الشمال، إذ في مدينة تطوان لوحدها تسربت مياه الأمطار إلى ما يُناهز 275 منزلا، وفق مُعطيات رسمية كشفت عليها عمالة المدينة.
وفي السياق نفسه، طالبت ساكنة المنازل الآيلة للسقوط، القائمون على المجالس الجماعية، في عدد من المناطق المغربية، بضرورة العمل على ترميم منازلهم، أو العمل وفق استراتيجية واضحة لحمايتهم من الخطر المُحدق بهم، وكذا إشعار المعنيين بضرورة تنفيذ الإصلاحات الضرورية، وفق تعبيرهم في عدد من المنشورات المُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، باشرت السلطات المحلية في عدد من الأحياء، بالتدخل إثر انغمار المياه للمنازل، عبر عدد من الآليات لتسيير صرف المياه، تفاديا للخسائر المُتراكمة؛ فيما باشرت لجنة اليقظة، التي تُشرف عليها السلطات المختصة ومصالح الجماعة الحضرية في مدينة تطوان، باتخاذ عدد من التدابير، من قبيل تسييج الأماكن المُهددة بالسقوط وتنبيه المارة بمدى خطورتها، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية الخاصة بتوفير السلامة؛ فضلا عن تنزيل مقتضيات القانون التنظيمي للجماعات الترابية 113.14.
فيما أكد متتبعو الشأن المحلي، بأن ما حصل خصيصا بكل من تطوان وأكادير، هو صفارة إنذار، وناقوس خطر لمسيري المجالس الجماعية، الذين يتوجب عليهم الأخذ بعين الاعتبار جدية مِلف المنازل الآيلة للسقوط، الذي يُعتبر من أكثر الملفات الشائكة والمثيرة للجدل التي يتوجب فيها تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؛ مشددين في الوقت نفسه على أن الإجراءات العاجلة التي تكون فور تراكم المياه مهمة، لكنها ليست حاسمة لحل الإشكال، إذ ينبغي العمل القبلي على الملف.
تجدر الإشارة، إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية قد توقعت نزول أمطار قوية أحيانا رعدية، وتساقطات ثلجية هامة، بخصوص عدد من العمالات وأقاليم المملكة؛ فيما أوضحت المديرية، خلال نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر، أن أمطارا قوية أحيانا رعدية (من 70 إلى 110 ملم) انطلقت من يوم الاثنين 4 أبريل الجاري، من الساعة الواحدة زوالا، إلى غاية اليوم الثلاثاء 5 أبريل، على الساعة الثالثة بعد الزوال، في كل من عمالات وأقاليم شفشاون، وفحص أنجرة، وتطوان والمضيق والفنيدق والدريوش والناظور.