بعد انقطاع طال مداه للأمطار في المملكة المغربية، عادت التساقطات ومعها تباشير الخير على الفلاحة وعلى مستوى ملئ السدود التي وصلت إلى 884 مليون متر مكعب على مستوى جهة طنجةتطوان؛ غير أن هذه الأمطار التي استطاعت رسم الفرحة على ملامح الكثير من الساكنة، جاءت كالضيف الثقيل بالنسبة لمواطنين آخرين من ساكنة عمالات وأقاليم هبت عليها التساقطات، ففاقت الحد، وانقلبت بشكل سيء عليهم. وتوصلت الأيام 24 بعدد من الصور والفيديوهات الموضحة لحجم الخسارة التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، منذ بداية هطولها في الساعات الأولى من يوم أمس الاثنين، حيث أدت إلى ارتفاع كبير في منسوب السيول الجارفة، مما باتت مصدر تهديد لحياة الكثير من المواطنين، فدخلت لسكناهم وتسببت في غرق سياراتهم حيث تجاوز علو المياه المتر، خاصة في مدن شمال المملكة، ومدينة أكادير، إذ أن قنوات الصرف الصحي أغلقت بسبب الأوحال مما تسبب في انجراف الماء الملوث في الشوارع والأزقة.
وتعالت أصوات المعاناة لأسر كثيرة، طغت مياه الأمطار على سكناها، من خلال فيضان "الواد الحار"، وقطعت عليهم الطريق، من قبيل ساكنة تطوانوشفشاون، ممن يمرون عبر الطريق الوطنية رقم 2، وساكنة واد لاو؛ كما أن أمواج البحر أدت إلى تحطم عدد من قوارب الصيد التقليدية، مُخلفة بذلك أضرارا كبيرة لأصحابها.
وفي هذا السياق، كانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد توقعت نزول أمطار قوية أحيانا رعدية، وتساقطات ثلجية هامة، بخصوص عدد من العمالات وأقاليم المملكة؛ فيما أوضحت المديرية، خلال نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر، أن أمطارا قوية أحيانا رعدية (من 70 إلى 110 ملم) انطلقت يوم أمس الاثنين 4 أبريل الجاري، من الساعة الواحدة زوالا وستستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء على الساعة الثالثة بعد الزوال، في كل من عمالات وأقاليم شفشاون، وفحص أنجرة، وتطوان والمضيق والفنيدق والدريوش والناظور.
إلى ذلك، أشارت المديرية، خلال نشرة إنذارية أخرى من مستوى يقظة برتقالي، إلى أن أمطارا قوية أحيانا رعدية (من 30 إلى 60 ملم) ستهم عمالات وأقاليم الحسيمة وبركان وكرسيف، انطلاقا من يوم أمس الاثنين 4 أبريل الجاري، إلى حدود الثاثلة بعد الزوال من اليوم الثلاثاء، مضيفة أن أمطارا قوية أحيانا رعدية (20 إلى 40 ملم) ستهم أيضا عمالات وأقاليم تاونات وميدلت وأزيلال وبني ملال وتارودانت والحوز من اليوم الاثنين ابتداء من الساعة الواحدة زوالا إلى الساعة الحادية عشرة ليلا.