في أعقاب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية من لعب البيت الأبيض الدور الحاسم في تغيير موقف اسبانيا الذي لازمته طيلة 47 عاما في تعاطيها مع قضية الصحراء المغربية، إذ نفت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية بإسبانيا، "جوليسا رينوسو"، أن تكون واشنطن قد قامت بأي ضغط على الحكومة الإسبانية من أجل تغيير موقفها من النزاع المفتعل، ومن ثم الاعتراف بالمقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي كمخرج وحيد لحل الملف. وبحسب حديث الدبلوماسية الأمريكية، فلم يتم دفع إسبانيا لتغيير موقفها من المغرب، بل اتخذت قرارها من تلقاء نفسها.
وبخصوص ما إذا كان المغرب قد استعمل ورقة الهجرة لتغيير موقف إسبانيا، كما فعلت إدارة ترامب مع المكسيك، قالت المتحدثة في مقابلة مع صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية "لا أعرف ما يكفي عن الموضوع لإبداء رأيي فيه".
علاقات الجوار والحوار ضرورة تفرضها التحديات المشتركة، شيء من ذلك وجدت واشنطن نفسها في معوقاته بعد تعطله مع المكسيك في ملف الهجرة، وأضافت أنه "لتحقيق ذلك، من المهم للغاية إجراء حوار سلس مع الجار على الجانب الآخر من الحدود. أقول هذا لأنني جربته مع المكسيك، لكن لا يمكنني التعليق على المغرب".
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني خلال زيارته للمغرب الأسبوع الماضي، أن الولاياتالمتحدة تواصل النظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وكذلك واقعية.
وشكل الموقف الجديد لإسبانيا باعترافها، بالمبادرة المغربية المطروحة منذ سنة 2007 للحكم الذاتي كحل واقعي وجدي وذو مصداقية لإنهاء النزاع المفتعل، تحولا تاريخيا للجارة الشمالية للمملكة، بإعلانها موقفا واضحا وصريحا عكس ما كانت تنهجه سابقا، وهو ما يؤشر على انتصار الديبلوماسية المغربية التي غيّرت من سياستها تجاه مدريد مؤخرا.
ووفق بلاغ للديوان الملكي، بحر الأسبوع الماضي، فقد جرت محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وأوضح بلاغ أن الملك محمد السادس جدد التعبير، خلال هذه المحادثات، عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية.
وخلال ذات المحادثات، وجه الملك محمد السادس، دعوة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للقيام بزيارة للمغرب في الأيام القليلة القادمة.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك محمد السادس أن "إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلافهدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه".