صفحة جديدة فتحت في العلاقات المغربية الإسبانية طوت ما كان بالأمس القريب توترا وتصعيدا دبلوماسيا خيم على مايقرب من السنة، لاسيما وارتباطه بملف الصحرا المغربية، الذي نشرت وسائل إعلام اسبانية تقارير خاصة أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وجه رسال إلى الملك محمد السادس يعرب فيها عن موقف بلاده التاريخي وغير المألوف منذ أكثر من 40 عاما على بدء النزاع المفتعل. وما كان خفيا في العلاقات طفى على السطح، فحكومة مدريد وفق تقارير صحافية غيرت موقفها بالنظر إلى مرجعيتها الإشتراكية الداعمة في وقت سابق لأطروحة جبهة البوليساريو الإنفصالية، بيد أنها اقتنعت أخيرا أن مصالحها مع المغرب وأن الحل النهائي للنزاع لايمكن الحديث عنه خارج سيادة المملكة.
وما يظهر الرغبة الإسبانية في "تطبيع العلاقات مع المغرب" الرسالة التي وجهها بيدرو سانشيز إلى القصر الملكي يوم 14 مارس الجاري، وانتظار بلاغ الديوان الملكي الذي تريت وفق ما يظهر من الفترة الزمنية التي كشفت تفاصيلها صحيفة "إلباييس"الإسبانية، والتي دامت مدة 5 أيام قبل إصدار بلاغ الديوان يوم الجمعة 18 مارس الحالي. وتعد رسالة رئيس الحكومة الإسبانية بمثابة رد إيجابي على ماسبق من نوايا المغرب في التطلع إلى تحسين علاقاته مع اسبانيا على أساس اعترام مبادئ الجوار، كما جسدتها خطب الملك محمد السادس خاصة في خطاب ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2021.
وكانت مدريد قد أبلغت الرباط في ذات الرسالة، أنها تعتبر اقتراح الحكم الذاتي للصحراء المغربية "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، في خطوة من المتوقع أن تساهم في تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين سابقا.