في سياق التطورات التي تعرفها العلاقات بين البلدين، لاسيما بعد الموقف الإسباني الجديد بشأن قضية الصحراء المغربية، أكد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الجمعة، أن "استقرار وازدهار إسبانيا والمغرب مرتبطان ارتباطا وثيقا".
وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خلال ندوة صحفية ببرشلونة "اليوم ندخل مرحلة جديدة في العلاقات مع المغرب ونغلق بصفة نهائية أزمة مع شريك استراتيجي".
وشدد على أن هذه المرحلة الجديدة ستكون قائمة على "الاحترام المتبادل، احترام الاتفاقات، عدم اللجوء إلى الإجراءات الأحادية، الشفافية والتواصل الدائم".
وأشار ألباريس إلى أن "استقرار وازدهار بلدينا مرتبطان ارتباطا وثيقا. إسبانيا والمغرب يجمعهما التاريخ والجغرافيا. البلدان مرتبطان بأزيد من 16 مليار يورو من المبادلات التجارية، والمغرب هو ثالث أكبر شريك اقتصادي لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي"، موضحا أن هذه المبادلات استمرت في النمو على الرغم من وباء "كوفيد-19".
وقال إن "الصادرات الإسبانية نحو المغرب ارتفعت بنسبة 29 بالمائة في 2020/2021، و17 ألف شركة إسبانية لديها علاقات تجارية مع المغرب، و700 شركة تستقر في البلد الجار، كما يعيش أزيد من 800 ألف مغربي في إسبانيا مندمجين بشكل كامل ويساهمون في تحقيق ازدهارنا".
وأكد الوزير الإسباني أن "هذه المرحلة الجديدة سيتم تطويرها (…) بناء على خارطة طريق واضحة وطموحة، من أجل ضمان الاستقرار، السيادة، الوحدة الترابية وازدهار بلدينا"، مؤكدا أن مدريد والرباط "ستستهلان هذه المرحلة الجديدة بعزم لرفع، سويا، جميع التحديات المشتركة".
وكان بيدرو سانشيز قد أكد في الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، بأن " إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أكدت أن المملكة المغربية تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، والتي تضمنتها الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس ، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وشدد بلاغ للوزارة على أن العبارات الواردة في هذه الرسالة تتيح وضع تصور لخارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط، بشكل مستدام، في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة التي تمت الإشارة إليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي.