التوتر الدبلوماسي بين مدريد والرباط قائم في الزمن وإن يبدو صامتا في ظاهره، مادام التوافق السياسي حول ملفات بعينها لم يصل إليها البلدان بعد، لكن هذا التوتر يهذأ حينا ليفسح المجال أمام تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمار من الخواص، لاسيما وأن المغرب أضحى في السنوات الأخيرة وجهة دولية للإستثمار والصناعة في مجال السيارات. وتواصل المملكة استقبال الشركات العالمية الراغبة في الاستقرار وخلق القيمة المضافة، اعتمادا على تنويع النشاطات الاقتصادية بالتركيز على مجالات جديدة وواعدة في الان ذاته على غرار قطاع السيارات. في هذا السياق، أعلنت شركة "ريبسول" الإسبانية للطاقة متعددة الجنسيات بالتعاون مع شركة "رافاغو" البلجيكية المصنعة للمركبات، عن عزمهما الاستقرار بالمغرب من خلال افتتاح مصنع كبير لصناعة مركبات البولي بروبلين، وهي أكثر المواد البلاستيكية تنوعا والتي يمكن الاعتماد عليها في تصنيع العديد من المنتجات.
المصنع سيتم الشروع في تشييده قريبا بمدينة طنجة، وفق ما كشفت عنه صحيفة "أطليار" الإسبانية، إذ من المرتقب أن يتم تشغيله اعتبارا من العام المقبل وسيعمل على إنتاج 18500 طن من مادة البولي بروبلين سنويا، ما سيساهم في تلبية مطالب الصناعات المحلية في المملكة والاستفادة أكثر من المواد.
المغرب اختار هذا التوجه، حسب الصحيفة بسبب ما اعتبرته أن المركبات المصنوعة من مادة البولي بروبلين تستخدم إلى حد كبير في تنفيذ المنتجات المتعلقة بالسيارات، انتاج ألواح أبواب السيارات والمحركات والمصدات وأنظمة الإضاءة والتدفئة، واستعمالات أخرى.
توجه حفز شركات السيارت متعددة الجنسيات للتعامل مع المغرب، ما سيمكنه من التوفر على هذه المادة والمنتجات بسعر أقل تكلفة، من استيراده، هذا سيحقق رقم معاملات وأرباح إضافية في مبيعات السيارات.
ويأتي هذا المصنع الجديد في إطار تحسين عرض مواد محددة لتصنيع قطع غيار السيارات، إذ ستخصص معظم هذه المنتجات لخطوط تجميع الموديلات في مصانع لخطوط تجميع الموديلات في مصانع السيارات بمدن طنجة، القنيطرة والدارالبيضاء.