كشفت صحيفة إسبانية أن توجه المغرب والجزائر نحو التسلح العسكري، وإجراء التداريب العسكرية، كما أن زيادة التوتر بين البلدين ليس في مصلحة أوروبا ويهدد بتعميق الأزمة. وشددت صحيفة "الإسبانيول" على أن "الخلاف الديبلوماسي بين الجزائر والمغرب ليس في مصلحة أوروبا في الظرفية الراهنة، خاصة بعد أن تسببت في إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" الذي ينطلق من الجزائر مرورا من الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا".
وتنظر أوروبا إلى الرفع من تدفقات الغاز الجزائري نحو أوروبا، خاصة بعدما أعربت الجزائر عن الرفع من امداداتها من الغاز السائل لفائدة كل من إسبانيا وإيطاليا"، بعد إغبدلاق أنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" يُوفر كافة حاجيات إسبانيا من الغاز إلى جانب أنبوب "ميد غاز" المباشر
وأصبحت أمام هذا الإيقاف، إسبانيا تعتمد بشكل كلي على أنبوب "ميد غاز" الوحيد، ثم على الغاز المسال الذي يتم نقله على متن السفن من الجزائر، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في إسبانيا، والرفع من التهديدات المستمرة باحتمالية وقوع أعطاب أو توقفات في إمدادات الغاز في ظل عدم وجود بدائل أخرى.
في حين تبحث دول الاتحاد الأوروبي عن بدائل للغاز الروسي من أجل زيادة الضغط على روسيا التي اجتاح جيشها الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية والجوية.
وتقف العديد من العوائق في وجه زيادة الاعتماد على الجزائر، أبرزها أن "الأنبوبين اللذين يربطان الجزائر بكل من إسبانيا وإيطاليا تبقى قدراتهما لنقل الغاز محدودة حتى الآن، وبالتالي سيكون على الجزائر إرسال الغاز إلى أوروبا عبر السفن وهو ما يفرض تكاليف أخرى ووقتا أطول".
يأتي ذلك مباشرة بعد أن كشفت مصادر صحافية إسبانية أن "الجيش الجزائري يتجه للقيام بمناورات عسكرية واسعة النطاق على الحدود الجزائرية المغربية، وإعلان الجيش الإسباني بعدها عن تأهب في سبتة ومليلية المحتلتين".
وأكدت المصادر الإسبانية" أنه "بعد اجتماع المجلس الأعلى الجزائري للأمن الأخير وبالضبط يوم السبت الماضي، وبأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، يستعد الجيش الجزائري للقيام بمناورات عسكرية واسعة النطاق على الحدود الغربية للبلاد أي الحدود الجزائرية المغربية".
فيما سبق أن حذر خبراء إسبان من اندلاع مواجهة مسلحة مباشرة بين المغرب والجزائر أو بمشاركة جبهة البوليساريو، واعتبروه خطر حقيقي قد تحمله سنة 2022 على الجار الشمالي.
ونبه التقرير حينها، من خطورة انزلاق الوضع من توتر وقطيعة في العلاقات بين الجزائروالرباط إلى تصعيد عسكري يشعل النار في منطقة شمال أفريقيا.
وفي 24 غشت الجاري، أعلنت الجزائر قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما سماه "خطواتها العدائية المتتالية"، فيما أعربت الرباط عن أسفها جراء تلك الخطوة، ووصفت مبرراتها ب"الزائفة".