قرع طبول الحرب على الحدود الروسية الأوكرانية، ونذر نشوبها قد تحول المنطقة إلى خراب والبشر إلى أشلاء، هواجس ماتزال تكتنف مصير الرعايا هناك بكييف، منهم الطلبة المغاربة الذين يعيشون على وقع الانتظار يطبعه الخوف على مستقبلهم ودراستهم، لاسيما بعدما أقدمت العديد من الجامعات إلى غلق باب الحوار مع الطلبة بخصوص الأوضاع التي يسودها "استنفار لما هو أسوء". المصير الغامض
تواصلت "الأيام 24″ مع حمزة (22 سنة) طالب مغربي مقيم في مدينة ماريوبول بأوكرانيا، يتابع دراسته العليا بإحدى جامعات الهندسة، يؤكد أنه يلازم البيت طوال الوقت ولايخرح إلا للضرورة لجلب الحاجيات الأساسية رفقة بعض من زملائه" وذلك بسبب ماتعرفه الشوارع من استنفار قصوى مخافة الهجوم المحتمل للجيش الروسي".
وفي هذا الشأن، قدمت تنسيقة الطلبة بالجامعة التي يدرس بها حمزة، مقترح يرمي إلى اعتماد نمط الدراسة عن بعد وذلك تمهيدا للعودة إلى البلدان الأصلية،، حال أن تهدأ الأوضاع، طلب قوبل بالرفض والتهديد بالطرد. و"تصل تكاليف الدراسة بالنسبة لحمزة حوالي مليوني سنتيم للدورة، مبلغ تخشى الحامعة ضياعه بسبب العودة إلى ارض الوطن واعتماد التعليم عن بعد"، يضيف المتحدث.
في غضون ذلك، حمزة وباقي زملائه موضوعون اليوم إكراها إمام مطرقة الدراسة وسندان الخطر الذي يتهدد حياتهم في خالة مالم يغادروا البلاد قريبا، مادعا بهم إلى دعوة السفارة المغربية هناك للتدخل وحل المشكل القائم مع الجامعة، ذلك لتيسير عملية العودة إلى أرض الوطن،، قائلا " هاد المشاكل كاملة والله جمعت حوايجي صافي كنتسنى غير فوقاش نرجع بحالي، حتى يفوت هادشي، حتى حنا عندنا واليدينا وعائلاتنا خايفين علينا".
ووفق تأكيده، فقد بلغت أسعار بعض التذاكر إلى أكثر من لييون سنتيم، فيما ماتزال أخرى تلامس سقف 8000 درهم، مشيرا إلى أن السلطات المغربية عليها التدخل عمليا من أجل ترحلينا في أسرع وقت.
أسر الطلبة..الذات هنا والبال هناك
إذا كان الطلبة يعيشون وضعا صعبا، فعائلاتهم هنا بالمغرب يسيطر عليها الخوف من تعرض أبنائهم إلى الخطر وتهديد سلامتهم، خاصة وأن التصعيد العسكري يبلغ أشده.
رشيد (56 سنة) أستاذ مادة الفلسفة وأب لطالب مغربي هناك بالأراضي الأوكرانية يتابع دراسته بإحدى الجامعات تخصص طب، يقول إنه في تواصل يومي ودائم مع إبنه الوحيد، حيث يطمأن على حالته الصحية والأوضاع المحيطة به، مؤكدا أن إبنه يعيش حالة من اللاستقرار وعدم الراحة كما في السابق.
ويُمني رشيد النفس بدخول وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على خط أزمة الطلبة المغاربة بأوكرانيا، مطالبا "بترجمة التوصية والتحذير الذي قدمته السلطات إلى إجراء يتمثل أساسا في تيسير الرحلات الجوية مثلا بأثمنة منخفضة لأننا في حالة غير عادية وطارئة، على الدولة أن تتحمل مسؤولية حماية المواطنين أينما كانوا على غرار ما قامت به دول عربية وغربية".