في وقت تُنسج فيه خيوط مواجهة عسكرية بين كييف وروسيا تزداد المخاوف من أوضاع الرعايا المقيمين بأوكرانيا، مادعا بدول عديدة إلى العمل على إجلاء دبلوماسييها ومواطنيها، قبل أن ينفلت الوضع الأمني في البلاد. ووسط تدخل السلطات الأجنبية في ترحيل رعاياها من الطلاب، يطرح السؤال "متى تدخل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على خط الأزمة المتصاعدة؟"، لاسيما في ظل مايلف الطلبة المغاربة المقيمين هناك، من مصير مجهول وخوف قاتل من تحولهم إلى أدرع بشرية توظف في الحرب التي تدق طبولها ويزداد صوت هدير بارجاتها وصوريخها شيئا فشيئا.
ويبلغ عدد الطلبة المغاربة في أوكرانيا حولي 10 آلاف طالب، ويحتلون المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة، بحسب أرقام رسمية حديثة نشرتها وزارة التعليم الأوكرانية.
في سياق أحدث تحذير دعت واشنطن رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا "خلال 24 إلى 48 ساعة"، كذلك حثت دول عدة مواطنيها على مغادرة هذا البلد أو عدم السفر إليه. يأتي ذلك وسط تفاقم الأزمة وتوقعات بانفجار الوضع في أي وقت.
على ذات المنوال سارت وزارة الخارجية البريطانية، قائلة إن "أمن وسلامة مواطنينا البريطانيين هما أولويتنا المطلقة، لذا قمنا بتحديث نصائحنا للمسافرين. نحضّ المواطنين البريطانيين الموجودين في أوكرانيا على المغادرة فورا عبر وسائل تجارية ما دامت لا تزال متوافرة"، في ظل المواجهة بين الغرب وموسكو تبدو وشيكة مع إجراء موسكو تدريبات عسكرية في روسيا وبيلاروسيا والبحر الأسود عقب تعزيز قواتها قرب أوكرانيا.
كذلك دعت النرويج رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا فوراً "بسبب وضع خطر ولا يمكن استشرافه"، أيضا قال سفير هولندا في كييف إن حكومته نصحت الرعايا الهولنديين في أوكرانيا بمغادرتها في أسرع وقت ممكن بسبب الوضع الأمني في البلاد، من جانبها الحكومة الاسرائيلية قررت إجلاء مواطنيها.
يأتي هذا، في ظل تقارير أمريكية رسمية بقرب الكرملين من احتمال وصول ساعة الصفر الآذنة بغزو أوكرنيا وشنها لهجوم كاسح، قد يحدث في أي يوم من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي ماسيسفر عنه اجتياح روسي لمدن كبرى في اوكرانيا على غرار العاصمة كييف.
وقالت الخارجية الأمريكية أن روسيا حشدت مايقرب من 100 ألف جندي من قواتها على الحدود مع اوكرانيا،ما يؤكد أنها أقرب إلى شن الهجوم، بيد أن الغزو سيقابله عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو، مشيرة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن سيبقى على تواصل مع الحلفاء في حال قام بوتين بعمل عسكري.