طالبت موسكو كييف أمام مجلس الأمن، الذي طلبت انعقاده، ب"وقف عملياتها العقابية" العسكرية في شرق أوكرانيا، فيما أجمعت البلدان الغربية في كلمات سفرائها على التنديد بدور روسيا في المنطقة، حيث ندد السفير البريطاني "بنفاقها المخيف"، متهما إياها بكونها "تسلح الأنظمة الأكثر قمعا في العالم وبينها سوريا". وطالبت روسيا الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي كييف ب"وقف عملياتها العقابية" العسكرية في شرق أوكرانيا، في حين ألقى الغربيون من جهتهم مسؤولية عودة التصعيد في الأزمة على موسكو. وأعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي طلب عقد اجتماع عاجل للمجلس "نطلب من كييف وداعميها (الغربيين) عدم ارتكاب خطأ فادح والتفكير بعواقب أعمالهم". وأضاف أن سلطات كييف "يتعين عليها أن تضع بسرعة حدا لكل عملياتها العقابية" ضد الانفصاليين الذين سيطروا على أبنية عامة في عدة مدن في شرق أوكرانيا. من جهته، رأى السفير الفرنسي جيرار ارو أن "على روسيا أن تتراجع"، متهما موسكو بالتصرف مثل "إطفائي مصاب بهوس الإحراق". أما أوكرانيا فهي "تحاول استعادة تثبيت سيادتها"، كما قال. وأوضح أن كييف "قررت استخدام جيشها وشرطتها ضد عصابات مسلحة" لا تحظى بدعم السكان. وقال هازئا إن هذه العصابات "هي مجموعات محلية قليلة عفوية كانت قادرة على إسقاط مروحية (أوكرانية) بصاروخ أرض-جو وهو سلاح لا نجده عادة في سوق خاركيف" شرق أوكرانيا. وأضاف أن روسيا "أطلقت عصابات من المارقين على أوكرانيا (...)، هي التي اختارت هذا الطريق والتراجع إلى الوراء يقع عليها وحدها"، عبر "تهدئة العصابات المسلحة التي تجهزها وتؤطرها" وعبر الحوار مع كييف. ورأت السفيرة الأمريكية سامانتا باور أن الحكومة الأوكرانية لا تقوم إلا "بمحاولة استيعاب عنف شبه عسكري تدعمه روسيا، بهدف ضمان أمن مواطنين أوكرانيين". وأعلن السفير البريطاني مارك ليال غرانت من جهته "لا توجد أي دولة عضو في المجلس حول هذه الطاولة تترك مدنها تتعرض للهجوم من جانب ناشطين مسلحين من دون أن تتحرك"، منددا "بالنفاق المخيف" لروسيا التي "تسلح الأنظمة الأكثر قمعا في العالم وبينها سوريا".