تواجه الحكومة الاسبانية ضغوطات بعد دفاعها عن المغرب في تركيب طائرات "الدرون" مزودة بالصواريخ بالقرب من سبتة ومليلية المحتلتين، وأن المملكة لها كامل الحق في إدارة ومراقبة حدودها بالوسائل التي تراها مناسبة. وهاجم كارلوس موليت حكومة هيئة بيدرو سانشيز التنفيذية التي وصفها بأنها تفتقر إلى القدرة على اتخاذ قرار في مواجهة الإجراءات التي تتخذها الرباط، وتجيب دائما بالمراوغات والعبارات اللطيفة وحسن الجوار والتفاهم، بينما المغرب يسير في الاتجاه المعاكس، كالتنقيب بالقرب من جزر الكناري وإقامة مزارع الأسماك وآخرها تركيب طائرات بدون طيار مزودة بالصواريخ بالقرب من سبتة ومليلية المحتلتين، بحسب قول السيناتور.
وقال السيناتور موليت إنه "إذا كانت لدى الحكومة المركزية استراتيجية في العلاقات مع المغرب، فهي غير معروفة ولا يفسرونها، كما أنه لا يفهم أن هذا النوع من المواقف لا ينتقل إلى قلب الاتحاد الأوروبي و "يستمر مع دور الآذان المنخفضة"".
فيما اعتبر حزب "فوكس مليلية" أن الحكومة المركزية تقتصر على تكرار نيتها في الحفاظ على أفضل علاقات الجوار والتعاون مع المغرب في حين أن الإجراءات التي يتخذها لا تؤكد على أنه حليف"، بحسب ما جاء على لسان خافيير دييغو سكرتير الحزب.
وبنفس استعماري يعود سنوات للوراء، رفض حزب فوكس اليميني المتطرف أن يقرر المغرب في توقيت إعادة فتح موانئه أمام حركة الركاب ومن عملية عبور المضيق وبالطريقة المناسبة لذلك، قائلا: إن "المغرب هو الذي يقرر الأوقات والأشكال والشروط الذي يريد، إذ إن كل خطوة يتخذها المغرب فيما يتعلق بإسبانيا هي دليل آخر على أنه ليس حليفنا"
هذا وقد أبرزت مؤخرا الحكومة الإسبانية أهمية العلاقات القائمة مع المغرب وأنه بلد إستراتيجي بالنسبة لها، كما أكدت مدريد الأسبوع الجاري، أن الرباط تتمتع بكامل الحق في تركيب طائرات بدون طيار مزودة بالصواريخ بالقرب من سبتة ومليلية المحتلتين، وأن المملكة لها كامل الحق في إدارة ومراقبة حدودها بالوسائل التي تراها مناسبة.
وكان وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، قد أكد في وقت سابق على أن "الأزمة التي كانت مع المغرب أصبحت من الماضي"، داعيا إلى "إعادة قراءة خطاب الملك محمد السادس في 20 غشت الماضي، عندما قال إن الأزمة مع إسبانيا قد انتهت".
وسبق لوزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن توقف عند بعض الوقائع وتصحيح بعض الاتهامات التي توخت إظهار المغرب على أنه الطرف "السيء" في الأزمة مع مدريد، وذلك في محاولة لتشتيت الانتباه.
وأكد على أن جوهر الخلاف والأزمة مع إسبانيا، هي أولا "أزمة هجرة التي اندلعت من أزمة سياسية" تورط فيها الجانب إبان استقباله زعيم جبهة البوليساريو بجواز وهوية جزائرية مزورة، دون أي تنسيق أو تشاور الذي يجب أن يكون بين شريكين.