Getty Images الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوغ يصافح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مستهل زيارته للإمارات أكد الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ في زيارته الرسمية الأولى للإمارات على أن بلاده تدعم الاحتياجات الأمنية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتسعى إلى إقامة علاقات أقوى مع دول المنطقة. وتأتي زيارته للإمارات ولقاؤه بالمسؤولين الإماراتيين في وقت يشهد تصاعداً للتوتر في المنطقة- في ظل تعرض الإمارات لهجومين بالصواريخ وطائرات مُسيّرة خلال هذا الشهر من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن- ومحاولة من القوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وكانت إسرائيل قد عرضت في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري تقديم الدعم للإمارات في مجال الأمن والاستخبارات في مواجهة الهجمات بالطائرات المُسيّرة. وسبقت زيارة هيرتسوغ للإمارات زيارة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في مسعى منه لتعزيز العلاقات التي جرى تطبيعها بين البلدين في 2020. وكانت الإماراتوالبحرين قد وقعتا في 2020 اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل سمي ب "اتفاق أبراهام". وتشترك الدولتان الخليجيتان مع إسرائيل في مخاوفها من إيران والقوى المتحالفة معها في المنطقة. وبحث هيرتسوغ مع الحاكم الفعلي للإمارات، ولي عهد حاكم أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد أل نهيان مواضيع الأمن والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال هيرتسوغ في الاجتماع، بحسب تصريحات نشرها مكتبه: "نحن ندعم بشكل كامل متطلباتكم الأمنية وندين بكافة الأشكال والتعبيرات أي هجوم على سيادتكم من قبل جماعات إرهابية. ونحن هنا معاً من أجل إيجاد طرق ووسائل لجلب الأمن التام للشعب الذي يسعى للسلام في منطقتنا". من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد إن إسرائيل والإمارات لديهما "رؤية مشتركة حول التهديدات للاستقرار والسلام الإقليميين، وبخاصة تلك التهديدات التي تمثلها الميليشيات والقوى الإرهابية". وكانت طائرة الرئيس الإسرائيلي قد حلقت فوق الأجواء السعودية في طريقها إلى الإمارات، حيث قال إنها كانت "لحظة مؤثرة جداً". ولا تقيم الرياض وإسرائيل علاقات دبلوماسية، لكن إسرائيل قالت إنها تود أن تقيم علاقة مع السعودية التي تضم اثنين من أكثر الأماكن المقدسة لدى المسلمين. وقال هيرتسوغ للشيخ محمد بن زايد إن "اتفاق أبراهام يجب أن يستمر وأن تنضم إلينا دول أخرى في هذا المسعى". Getty Images اتفاق أبراهام في 2020 فتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن الرئيس الإسرائيلي التقى بوزير الخارجية الإماراتي ومسؤولين آخرين. وسيلتقي أيضاً بالجالية اليهودية في الإمارات، التي تعتبر مركزاً تجارياً وسياحياً في المنطقة. وقد غرد هيرتسوغ على تويتر قائلاً: "إنني أبدأ أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى الإمارات. نشعر بالسعادة والتأثر العميق للترحيب الحار في أبوظبي". مصالح جيوسياسية وتأتي زيارة هيرتسوغ ، وهو أول رئيس يزور الإمارات رسمياً، كثمرة من ثمار اتفاق تطبيع العلاقات في 2020 الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدة والذي أغضب الفلسطينيين. وكان هذا الاتفاق قد كسر إجماعاً عربياً في السابق على عدم الاعتراف بإسرائيل ما لم توقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينص على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وكان المفاوض في التوصل إلى الاتفاق عن الجانب الإسرائيلي هو رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي قال في حينه إن الاتفاق سيقدم لإسرائيل حلفاء جدد في المنطقة في مواجهة إيران ويعزز من جهودها الدبلوماسية لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية. من المستفيد الأكبر من اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإماراتوالبحرين؟ محمد بن زايد يستقبل نفتالي بينيت في أبوظبي في زيارة "تاريخية" هجوم الحوثيين على الإمارات يضع الشرق الأوسط أمام تحديات أمنية جديدة وتعتبر إيران عدواً قديماً لإسرائيل، التي تنظر بتشكك للجهود الجارية من قبل القوى الدولية لإحياء الاتفاق الموقع في 2015 الذي رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. في هذه الأثناء، تتسم العلاقات بين الإماراتوإيران بالتوتر، حيث تدعم الإمارات القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية التي تقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن. Getty Images وقع الهجوم الذي شنه الحوثيون على أبوظبي بالقرب من هذا المستودع للبترول التابع لشركة أدنوك وأدى إلى اشتعال ثلاث خزانات للوقود وقد تحول هذا الصراع بشكل متزايد إلى صراع إقليمي، مع تعرض إمارة أبوظبي لهجمات صاروخية وبطائرات مُسيّرة شنها الحوثيون وأودت بحياة ثلاثة من العاملين الأجانب. "إحداث نقلة في الشرق الأوسط" وتعهد هيرتسوغ، الذي من المقرر أن يزور معرض أكسبو دبي 2020، في وقت سابق هذا الشهر بأن "الشراكة الجديدة الجريئة" بين إسرائيل والإمارات "ستحدث نقلة في الشرق الأوسط". وكان حوالي 200,000 إسرائيلي قد زاروا الإمارات خلال السنة الأولى بعد تطبيع العلاقات، كما تم تأسيس أكثر من 40 شركة إسرائيلية هناك، بحسب القنصلية الإسرائيلية في دبي. ومنذ توقيع اتفاق التطبيع، وقعت إسرائيل والإمارات سلسلة من الاتفاقيات حول التعاون الاقتصادي والتجاري، تراوحت بين السياحة والخدمات المالية. وقال السفير الإماراتي في إسرائيل محمد الخاجة في تصريح له قبيل رحلة هيرتسوغ إن الزيارة "ستعزز من العلاقات الثنائية.. حيث نسعى إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مهمة.. في المستقبل القريب". وكان التفاوض على "اتفاق أبراهام" جرى في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحظي بتأييد إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن. يُذكر أن البحرين والمغرب طبعتا علاقاتهما مع إسرائيل بموجب "اتفاق أبراهام" أيضا. ووافق السودان على الخطوة نفسها، لكن العلاقات الدبلوماسية الرسمية لم تظهر حتى الآن في ظل عدم الاستقرار المتصاعد في الخرطوم. هيرتسوغ يزور الجالية اليهودية في الإمارات وخلا ل الزيارة، التقى الرئيس هرتسوغ والسيدة الأولى ميخال هرتسوغ، مساء الأحد، بممثلي الجالية اليهودية في دولة الإمارات. وكان من بين الممثلين الحاخام ليفي دوتشمان، الذي يعمل في دبي منذ 2014 في جوانب مختلفة من الحياة اليهودية، مثل توفير لحوم الكوشر ومؤسسات التعليم المجتمعية. وقال الرئيس الإسرائيلي إنه يريد أن يعبر عن تقديره لأولئك الذين عملوا على اتفاقات ابراهام". وأضاف: "أود أن أعبر عن امتناني الكبير لقيادة الشيخ محمد بن زايد وحكومته". وتابع هيرتسوغ: "إنه قائد جريء وقائد رائع قضيت معه بضع ساعات اليوم واستلهمت منه الكثير". كما قال: "أريد بالطبع أن أشكر البحرين وملك البحرين والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وإدارته ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو وحكومته. لقد جعلوا جميعا من معاهدة السلام هذه حقيقة". وأشار إلى أنه يعمل مع إدارة بايدن الجديدة في الولاياتالمتحدة وحكومة إسرائيل ورئيس الوزراء نفتالي بينيت وكثيرين آخرين "لجعل هذا الواقع أمرا مستداما للمستقبل". وقال انه يأمل في جلب "المزيد والمزيد من الدول للانضمام إلى السلام مع إسرائيل". وشدد هيرتسوغ على القول: "أعتقد أيضا أن الحوار بين اليهودية والإسلام قد وصل إلى مستوى رائع. وأنا أتطلع بشدة إلى مزيد من الحوار مع الدول الإسلامية". وأضاف: "كما تعلمون، لدينا علاقات مع عدد لا بأس به وهناك خطط (لعلاقات مع) دول أخرى. وآمل أن يؤدي هذا إلى حقبة جديدة في العلاقات بين اليهود والمسلمين في منطقتنا". وأنهى هيرتسوغ كلامه أمام الجالية اليهودية بالإمارات بالقول إنه يتمنى أن يرى أبناء هذه الجالية في إسرائيل. وأضاف: "إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا".