يبدو أن حزب العدالة والتنمية يتجه إلى الخروج منتصرا موحدا بعد مؤتمره الاستثنائي الذي انتخب بأغلبية ساحقة عبد الإله بن كيران، أمينا عاما جديدا خلفا لسعد الدين العثماني، حيث ظهرا صباح اليوم، في بوزنيقة، يتبادلان العناق الحار و"المديح" بعد سنوات من القطيعة والخلاف. وقال العثماني، في كلمة باجتماع المجلس الوطني للحزب الذي سينتخب اعضاء الأمانة العامة الجديدة، إن الحزب "ليس مواقع مسؤولية، وإنما هو رجال ونساء يعملون لله لتحقيق الأهداف التي انطلقنا لها منذ أول مرة، وسنستمر على العمل لتحقيقها إلى أن نلقى الله".
وأضاف العثماني "أنا جندي في حزب العدالة والتنمية"، في رسالة واضحة إلى أنه جاهز لخدمة الحزب من أي موقع كان، كما نوه ب"الأجواء الحضارية من النقاش والحوار الراقي، الذي يعكس معدن العدالة والتنمية، ويعكس أن الحزب سيبقى مدرسة، ونموذجا في أمور كثيرة".
وأعرب العثماني عن ثقته في قدرة الحزب على مواصلة "القيام بدوره والإسهام إيجابيا في بناء الوطن، وسيستمر مدرسة في الحياة السياسية المغربية، وإضافة نوعية للمشهد السياسي"، مجددا تهنئته لابن كيران بانتخابه أمينا عاما ومتمنيا له التوفيق والنجاح.
من جهته، رد ابن كيران التحية للعثماني واعتبر أن السياسة التي اتبعها جنبت الحزب "الانقسام وحافظ على وحدته"، مؤكدا على أهمية العلاقة التي تجمع بينهما لأزيد من 40 سنة، "رغم أننا لم نكن نتفق في كثير من الأحيان"، في محاولة للتقليل من حدة الخلاف الحاصل بينهما.
وقال ابن كيران: "العثماني بسياسته استطاع أن يوحد الحزب، وإلى الآن لازلت أقدرهد وأعترف أنه "ما كيديرش العار" ولو اختلف معك"، في إشادة واضحة منه بالعثماني وخصاله.
واعتبر ابن كيران أن الهزيمة في الانتخابات "جزء من العملية الديمقراطية"، ودعا إلى التمسك بالمرجعية الإسلامية وتكاثف جهود المناضلين من أجل إعادة الحزب إلى مكانته التي يستحقها في المشهد السياسي بالبلاد.