عينت الأممالمتحدة، الأربعاء، الدبلوماسي المخضرم ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا للصحراء المغربية، بعد أن نال إجماع الأطراف المعنية بالملف. وجاء هذا التعيين بعد أن تم رفض 12 مرشحا منذ شغور المنصب في ماي 2019، حين تركه الألماني هورست كوهلر بداعي الوضع الصحي.
ورحب المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك لدى إعلانه قرار الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش القيام بهذا التعيين، ب"مؤشر إيجابي" بعد أكثر من عامين من البحث عن مرشح واقتراح الأممالمتحدة "13 اسما " على المغرب وجبهة البوليساريو.
وأضاف دوجاريك أن دي ميستورا سيتولى منصبه في الأول من نونبر المقبل، وسيكون مقر دي ميستورا الايطالي-السويدي في بروكسل حيث يعيش، بحسب الأممالمتحدة.
يخلف المبعوث الجديد الذي يتمتع "بخبرة أكثر من أربعين عاما في الدبلوماسية والشؤون السياسية" بحسب ما جاء في بيان للأمم المتحدة، الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر الذي استقال في ماي 2019 بعدما أحيا محادثات بين المغرب وجبهة بوليساريو بمشاركة الجزائر وموريتانيا، لكنها لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة.
يجيد دي ميستورا الانجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والسويدية والعربية، وهو دبلوماسي متمرس شغل مناصب رفيعة في الأممالمتحدة. وقد كان مبعوثا خاصا إلى سوريا (2014-2018) والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (2007-2009) وأفغانستان (2010-2011).
وكان عمر هلال سفير المملكة في الأممالمتحدة قد قال بعد موافقة المغرب: "بمجرد تعيينه، كما نأمل ذلك، يمكن للسيد دي ميستورا أن يعول على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي، وفقا لقرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، ولا سيما القرارات 2440 و2468 و2494 و2548، التي كرست مسلسل الموائد المستديرة مع الأطراف الأربعة المشاركة فيه ووفق المعايير المحددة"؟
وعن خبرته في حل النزاعات، قال هلال إن "دي ميستورا يعد من الفاعلين المحوريين في جهود الأممالمتحدة للتسوية السلمية للنزاعات. لقد أثبت نفسه في سوريا وأفغانستان والعراق وإفريقيا. إن خبرته الدبلوماسية الدولية الطويلة، وأصوله المتوسطية التي بلورت معرفته العميقة بمشاكل هذه المنطقة، واستيعابه للتهديدات الأمنية وزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا، فضلا عن استقلاليته وحياده الذين طبعا عمله في الأممالمتحدة، سوف تساعده كثيرا، في الاضطلاع بطريقة هادئة وبناءة، بمهمة تيسير العملية السياسية المتعلقة بهذا النزاع الإقليمي"
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في بيان أن الولاياتالمتحدة "ترحب بحرارة" بتعيين دي ميستورا.
وقال في بيان "سندعم بحزم جهوده من أجل تشجيع مستقبل سلمي ومزدهر لشعب الصحراء الغربية والمنطقة" ومن أجل "استئناف عملية سياسية" بدون أن يذكر قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على كل هذه الأرض عام 2020.