تشهد مخيمات تندوف أحداثا مثيرة عقب الإعلان الرسمي لعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، إذ انقسمت قيادات البوليساريو إلى فريقين بين من يعتبر عودة المغرب في صالح الجبهة، ومن يعتقد أن هذه المحطة بمثابة نكسة تاريخية للبوليساريو وبداية نهايتها. وحسب موقع مقرب من الجبهة ، فإن هناك جدال مفتوح لتحديد موقف موحد من انضمام المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، بين من اعتبره نصراً لما أسماه القضية الصحراوية، وذلك تماهيا مع الموقف الرسمي للبوليساريو والذي اعلنه وزير خارجية الجبهة أديس أبابا مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن عودة المغرب للمنظمة. وأوضح المقال نفسه أن هناك قسم آخر يشكك في هذا "النصر" المغربي الذي لا يمكن اعتباره إلا عثرة جديدة لما أسماه الدبلوماسية الصحراوية تنضاف لعثراتها الكثيرة في السنوات الأخيرة. وتساءل المنبرذاته ، كيف سارع ما يسمى وزير الخارجية الصحراوية إلى التأكيد على أن انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي هو انتصار لقضيتنا، وتساءل إن كان الوزير قد تجاهل أن المغرب سيعمل من داخل الاتحاد للتأثير سلبا على الإجماع الإفريقي حول ما أسماه "عدالة القضية الوطنية"، مضيفا أن "الرهان الرابح للطرف الصحراوي كان هو العمل على منع المغرب من دخول الاتحاد الإفريقي، ومادام أن العكس هو الذي حصل، فلا يمكن اعتبار ذلك إلا نكسة جديدة لدبلوماسيتنا." وعبّر المقال عن ما يشبه فقدان الثقة من الحلفاء الكلاسيكيين للبوليساريو ومنهم الحليف الأول الجزائر، حيث أضاف أنه "قبل انعقاد قمة أديس أبابا كان الجميع يعتقد أن تأثير حليفنا الأول (الجزائر) خارجيا بالإضافة إلى جنوب إفريقيا لا يقل عن تأثير فرنسا وألمانيا بالاتحاد الأوروبي، لكن للأسف تبين أن موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي من السهل التأثير عليها مقارنة بالاتحاد الأوروبي، فعدد الدول التي امتنعت عن التصويت أو عارضت انضمام المغرب أقل بكثير مما كنا نراهن أن الدبلوماسية الجزائرية بإمكانها ضمانه". وذهب الموقع المذكور أبعد من ذلك حينما تساءل "أين ذهبت أموال حليفنا الاستراتيجي؟" في إشارة إلى الجزائر، وهو تساؤل يؤكد بالملموس نوايا هذا الحلف المعادي للمغرب، إذ أبرز أنه كان يراهن على كل شيء وإن كان شراء الأصوات والركوب على القوانين والأعراف الدولية. واعترف المصدر ذاته، بمحدودية تأثير حلفاء الجبهة، الاستراتيجيين على التحكم في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وذلك من خلال نتائج التصويت على هياكل المنظمة". وخلص الموقع إلى مطالبة إبراهيم غالي بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل ما أسماه "الكارثة الكبرى" التي يسعى المغرب لتحقيقها. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب، وبفضل حملة دبلوماسية قوية بقيادة الملك محمد السادس استمرّت لأشهر، تمكّن من تحقيق هدفه في العودة إلى الأسرة الإفريقية من خلال منظمة الاتحاد الإفريقي وذلك في قمّة الاتحاد المقامة بأديس أبابا.