بدأت تلوح في الأفق معالم تحد جديد سينضاف إلى جملة الملفات والتحديات التي تفرض نفسها بقوة على طاولة رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، وتحالفه، إذ سجلت أسعار النفط في السوق الدولية ارتفاعا اليوم الإثنين، جعلها تقترب من حاجز 80 دولارا للبرميل. وعزت وكالات أنباء دولية الارتفاع المضطرد لأسعار النفط إلى زيادة طلب السوق الأوروبية على الخام، وذلك بسبب الزيادات الحادة التي سجلتها أسعار الغاز الطبيعي، واستمرار تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا. ويرى مراقبون أن تزايد استهلاك النفط الخام في عديد الأسواق الرئيسة حول العالم، يدعم توقعات استمرار ارتفاع الأسعار خلال الربع الأخير من 2021، الذي سيتزامن مع تنصيب حكومة أخنوش. ويعد رئيس الحكومة الجديد من أكبر الفاعلين في سوق المحروقات بالبلاد، عبر شركة "أفريقيا غار" التابعة لمجموعته العائلية "أكوا"، إذ أن ارتفاع الأسعار في السوق الدولية من شأنه أن يشكل ضغطا إضافيا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، بسبب انعاكسات ذلك على أسعار المواد الأساسية، التي لم تعد تقبل زيادات جديدة بعد القفزة التي سجلتها معظم المواد في المرحلة الأخيرة. كما أن الارتفاع المتواصل سيشكل حرجا لأخنوش وحكومته، ويمكن أن يشكل اختبارا جديا لتماسك الأغلبية التي وعد أحد أضلاعها الثلاثة (الاستقلال) في حملته الانتخابية بتسقيف أسعار المحروقات، وهو الأمر الذي فشلت في تحقيقه حكومة العثماني المنتهية ولايتها. فهل يتحقق مطلب تسقيف أرباح شركات توزيع المحروقات على يد حكومة أخنوش؟ سؤال ستجيب عنه الخمس سنوات المقبلة.