نوفل العواملة، موفد قناة ميدي 1 تيفي إلى أوييم، يكشف في هذا الحوار مع "الأيام 24" عن كواليس تنظيم الغابون للمرة الثانية كأس أمم إفريقيا، حيث أكّد أن هذه الدولة كسبت الرهان، بعدما استفادت من كان 2012، التي نظّمتها رفقة غينيا الإستوائية، على الرغم من بعض النقاط السلبية التي تشوب هذه الدورة، والمتمثلة بالأساس في ضعف البنى التحتية في بعض المدن. كما أعرب المقدّم السابق لبرنامج "بطولتنا"، عن أمله في الإبقاء على هيرفي رونار على رأس المنتخب المغربي، حتى في حال أُقصي الأسود من الكان، بالإضافة إلى حديثه عن المشجع الشهير للمنتخب، نور الدين الفلاح الملقّب ب"الظلمي"، الذي يُحمّله مجموعة من المتتبعين مسؤولية إخفاق النخبة الوطنية في المسابقات الإفريقية، واصفين إيّاه ب"القوّاس"، الشيء الذي رفضه العواملة، ودفعه لإقحامه خلال مراسلة من قلب الغابون، لوضع حد لكل هذه الأقاويل.
-بداية، ما رأيك في مستوى تنظيم "الكان" في الغابون؟ أعتقد بأن الغابون استفادت من تجربة تنظيم نسخة عام 2012 مع غينيا الإستوائية وها هي اليوم تقدم للأفارقة تنظيما محكما للكأس السمراء باستثناء بعض الثغرات التي تتمثل بمنع المنتخبات من التدرب على أرضية الملاعب التي تلعب بها المباريات الرسمية وغياب البنى التحتية في بعض المدن كأوييم وهنا أتحدث عن الفنادق المصنفة والمطاعم التي يمكن أن تستوعب ضيوف هذا العرس الإفريقي.
-تواجدك بأوييم أكيد مكّنك من التقرب أكثر من المواطنين الغابونيين.. ماهو انطباعهم على تنظيم بلادهم لكأس إفريقيا؟ خاصة بعدما دعتهم المعارضة الغابونية إلى مقاطعة مباريات الكأس؟ سكان أوييم منقسمون، فمنهم من يؤيد الرئيس ومنهم من ينتمي للمعارضة، وهذا ما لمسه المتابعون من خلال نسبة متابعة المباريات المقامة في هذه المدينة حيث لم يتجاوز عدد المتابعين 10800 متابع كأقصى حد، ولكن وعلى الرغم من ذلك، فصوت المؤيدين للكأس يعلو على الصوت المعارض، فهم وقبل كل شيء مستفيدون من الحراك التجاري الذي تشهده المدينة بعد توافد عدد كبير من الجماهير المغربية والإيفوارية والكونغولية والطوغولية، الشيء الذي انعكس إيجابا على النشاط التجاري الذي تشهده المدينة ، بيد أن الساكنة أعربت عن امتعاضها من بناء ملعب أوييم على مسافة تبعد بعشرين كيلو متر عن مركز المدينة ما يعني أن المشجع سيحتاج لنحو ثمانين درهم للتنقل إلى الملعب، وهو مبلغ كبير بالنسبة للمشجع الغابوني.
-ما صحة التقارير التي كشفت عن انقطاعات متكررة للماء والكهرباء ببعض الفنادق حيث تقيم المنتخبات المشاركة؟ مثل هذه الأمور تحدث في مختلف دول القارة السمراء، ولكن وبكل تجرد لم أسمع عن انقطاع للماء والكهرباء في إقامة المنتخب الوطني أو المكان الذي نقيم فيه نحن كوفد صحفي.
-لحدود الساعة، هل تعتقد أن الغابون كسبت الرهان ونجحت في تنظيم هذه النسخة من الكان؟ من خلال متابعتي للنسخ الأخيرة أعتقد أن نسخة الغابون أفضل بكثير من النسخة السابقة التي أقيمت في غينيا الإستوائية ، والتي عرفت عددا من المشاكل من حيث الملاعب وأماكن الإقامة لذا أعتقد أن الغابون كسبت الرهان.
-أنتم الإعلاميون، ما هي الصعوبات والعراقيل التي واجهتكم خلال تغطيتكم لهذه النسخة من "الكان"؟ فيما يخص التغطية الإعلامية، فهي تمر بسلام الحمد لله، والمشكلة الوحيدة التي نعاني منها تتعلق بصبيب الإنترنت المنخفض ومرافق الإقامة التي تغيب عنها أشياء كثيرة بالإضافة إلى قلة المطاعم ولكن على الرغم من ذلك، فيجب على أي إعلامي أن يتأقلم مع هذه الظروف ويركز أكثر على نقل أخبار المنافسات بمهنية للمشاهد.
-فيما يخص الجانب التقني لهذه البطولة، كيف تُقيّم مردود المنتخبات المشاركة؟ أعتقد أن نسخة الغابون لم تختلف كثيرا عن النسخة السابقة أو كأس جنوب أفريقيا عام 2013 أو دورة عام 2012 التي توج بلقبها المنتخب الزامبي، فالمستوى متوسط جدا والمنتخبات الكبرى لا زالت تعاني فيما تفاجأ البعض بالمستوى الفني لعدد من المنتخبات كغينيا بيساو التي تشارك لأول مرة وزيمبابوي التي فرضت التعادل على الجزائر في مجموعة الموت، بالإضافة إلى منتخب الكونغو الذي يؤكد نسخة بعد أخرى بأنه سيتحول إلى قوة تقليدية في القارة السمراء.
-بالحديث عن المنتخب المغربي، هل أنت مع فكرة الاستغناء عن خدمات رونار في حال أُقصي المنتخب لا قدّر الله؟ لحدود الساعة رونار لم يفشل مع المنتخب المغربي، فعلى مستوى تصفيات كأس العالم، المشوار لايزال طويلا والمنتخب لم ينهزم معه في مباراتين أمام الغابون في فرانس فيل وأمام الكوت ديفوار في مراكش، كما أن الوجه الذي ظهر به المنتخب مع رونار مغاير تماما لما كان عليه الحال مع إيريك غيريتس ورشيد الطاوسي وحتى بادو الزاكي على الرغم من لعنة الإصابات التي حرمت رونار من عناصر أساسية قبل منافسات الكأس السمراء، لذا لابد من منح الثعلب الفرنسي الثقة لمواصلة العمل مع الأسود لأنه ومع مرور الوقت أصبح لديه رؤية واضحة لواقع الكرة المغربية ويمكن أن يعيد المغرب لمنصة التتويج من جديد إن لم يكن في نسخة الغابون فسيكون في المنافسات القادمة ولكن ما يعاب على الرجل هو إهماله للبطولة الوطنية، لذا عليه الإلتفات للاعب المحلي لتشجيعه على التألق من أجل حمل القميص الوطني.
-كيف كانت ردود فعل الجماهير المغربية هناك في الغابون، على ما قدّمه المنتخب؟ الجماهير مباراة بعد أخرى تشعر بالتفاؤل وتتعزز ثقتها بالمنتخب الوطني بل أكثر من ذلك أصبحت تتحدث عن ضرورة التأهل للدور نصف النهائي ومواصلة الرحلة الأفريقية حتى النهاية، لأن أداء الأسود قد يمكنهم حسب هذه الجماهير من حصد اللقب بالنظر لمستوى باقي المنتخبات.
-شاهدناك وأنت تمنح الفرصة للمشجع الملقب ب"الظلمي" ليظهر خلال مراسلة مباشرة.. لماذا؟ هل هو ردّ على من يصفونه ب"القوّاس"؟ أعرف الظلمي منذ عام 2000 حيث كنت أشاهد مباريات البطولة في مدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ولهذا الرجل قصة فريدة من نوعها مع الكرة المغربية تصلح لكي تكون فيلما سينمائيا وأعرف أيضا تفاصيل كثيرة حول حياة هذا المشجع الوفي لذا تفاجأت كثيرا من الحملة التي تعرض لها من قبل بعض الجماهير لذا كان لابد من ردة فعل فنحن نعيش في دولة عرفت التمدن منذ عقود طويلة ومن العار أن بيننا من لازال يؤمن بالخرافة أو التقواس وأسعدني كثيرا الأثر الذي تركه التقرير في نفس الظلمي أولا ثم في نفوس شريحة واسعة من الشارع المغربي الذي أعاد الاعتبار لهذا المشجع الوفي.
-في الختام، من هو المنتخب الذي تُرشّحه للظفر بهذه النسخة ؟ بناء على الأداء المقدم لحد الساعة في دور المجموعات، أعتقد أن المنتخب السينغالي هو أفضل المنتخبات المشاركة وبعد تأهل المنتخب الوطني للدور ربع النهائي، فأنا على يقين بأن الأسود سيعبرون بأمان للدور نصف النهائي ولما لا مواصلة الرحلة حتى الوصول للنهائي الحلم، هذا ما أتمناه ولكن على الورق لحد الساعة أسود التيرانجا هم الأقرب لحصد اللقب بالنظر للمستوى المتواضع الذي أبانت عنه بعض المنتخبات كغانا ومصر والجزائر والكوت ديفوار.