قرر حزب الأصالة والمعاصرة، عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني، حيث دعت فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس أعضاء الحزب لحضور أشغال دورة برلمان الحزب لمناقشة "مستجدات الساحة السياسية". وأكد عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة انه تجاوز خلافاته وصراعاته مع حزب التجمع الوطني للأحرار، مع تدشين مرحلة سياسية جديدة أفرزتها نتائج اقتراع 8 شتنبر ، خلال لقاء حزبي بسلا.
وعقد عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الأربعاء بسلا ، لقاء تشاوريا مع أعضاء فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، حول مستجدات الساحة السياسية الوطنية.
وقال في كلمة في وجهها لأعضاء مجلس النواب إن "الإكراهات الصعبة، تتطلب منا تحمل المسؤولية الكاملة، واتخاذ القرارات الوطنية الصائبة، بعيدا عن هوس مصالح حزبنا الضيقة، لذلك نعول كثيرا على لقاءنا التشاوري هذا، وعلى باقي اللقاءات التشاورية الدورية التي ستكون معكم، ومع مختلف أجهزة الحزب وباستمرار، لرسم معالم المحطة المستقبلية، التي يجب أن يحكمنا فيها قيم التضامن و المسؤولية الكاملة، وخدمة المصالح العليا للوطن، هاته الأخيرة التي يجب أن تظل نصب أعينكم دائما، فأنتم ممثلي الأمة، وصوت الحزب وواجهته الأساسية التي سندافع من خلالها عن قضايا الشعب والوطن، بأمانة ونزاهة وتضحية ونكران للذات، كما ستكونون ضمير الحكومة اليقظ، والمنبه دوما لأفضل وأنجع السبل لخدمة الصالح العام".
وأكد وهبي أن يوم 8 شتنبر، لم يشكل نقلة نوعية في ترسيخ المسار الديمقراطي لبلادنا وتعزيز صورته الديمقراطية، وترسيخ اختياراته في السير قدما وبثبات نحو مصاف الدول الديمقراطية فحسب؛ بل كذلك وجه رسائل ديمقراطية داخلية، واختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط، قد تشكل في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع و منسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية.
وقال وهبي في سياق متصل إنه واستنادا على ما أفرزته هذه العملية الانتخابية، وما يقتضيه الأمر من التحلي بالمسؤولية التاريخية، "فإننا في حزب الأصالة والمعاصرة نتوجه اليوم إلى جميع الأحزاب الوطنية من أجل الحوار والتعاون، وتغليب المصلحة العامة لبناء مرحلة ديمقراطية جديدة، ستعمل لا محالة على تطوير المشهد السياسي ببلادنا، والدفع بالأحزاب السياسية إلى المزيد من الأدوار الطلائعية داخل المجتمع".
وأضاف وهبي، "لقد فرضت علينا العملية الانتخابية الأخيرة ضرورة احترام اختيارات الشعب المغربي وضرورة التحلي بالحس الديمقراطي، والعمل على تدشين مرحلة سياسية جديدة تخضع للنتائج الانتخابية إعلاء للقيم الديمقراطية، ومن تم نؤكد بكل شجاعة، أنه مع إعلان نتائج الانتخابات تكون المواقع داخل المؤسسات المنتخبة للولاية السابقة قد انتهت، وانطلقنا في تأسيس مرحلة جديدة، بمواقع جديدة، وخريطة سياسية جديدة، حددها الناخب المغربي، ومن تم نؤكد أننا تجاوزنا صراع المواقع مع حزب التجمع الوطني للأحرار، ودشنا مرحلة جديدة برسائل إيجابية جيدة من هذا الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات والمكلف بتشكيل الحكومة، ونعمل حاليا على دراستها والتفاعل معها بإيجابية أكبر، خدمة للصالح العام وترسيخا للاختيار الديمقراطي ببلادنا".
وأكد وهبي، أن الأحزاب السياسية الجادة والمسؤولة تظل مكانتها متميزة داخل المجتمع وداخل المشهد السياسي، مشيراً إلى أن تراجع عدد مقاعد حزب العدالة والتنمية خلال الاستحقاقات الأخيرة لم ولن ينقص أبدا من وطنيته وجدية أدواره التي جسد فيها غيرته على الثوابت الدستورية ومراجع الأمة المغربية طيلة الولايتين الحكوميتين السابقتين، وأنه سيظل حزبا هاما في التاريخ السياسي المغربي، وسيظل البام حريصاً على التعاون معه، لحاجة بلادنا له و لكل أحزابنا الوطنية.