تتمسك المملكة المغربية بثباتها على نفس الموقف تجاه الجارة الشمالية إسبانيا منذ قرار استدعاء السفيرة كريمة بنيعيش والتصريح المطول الذي وجه من خلاله بوريطة أسئلة طلب أجوبة عنها من وزارة الخارجية في مدريد، فرغم التغيير الذي أحدثه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بإقالة أرانشا غونزاليس لايا من على رأس الدبلوماسية وتعويضها بخوسي مانويل ألباريس، لم تتحرك المياه الجامدة في قنوات التواصل بين البلدين. وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، استهل تصريحاته الإعلامية برسائل متفائلة إلى المغرب في أفق حل الأزمة السياسية لكن الرباط لم تتفاعل مصرّة على التجاوب مع أسئلتها المطروحة بشأن الموقف من الصحراء المغربية وكيفية استعادة الثقة للتعامل كشريكين.
وحسب ما نشره موقع جريدة "إل كونفيدونسيال" فإن مبادرة ألباريس لم تجد لها صدى في المغرب، ولذلك بعد أسبوعين فقط من تعيينه قرر تحويل الوجهة في أول زيارة خارجية إلى لندن لمناقشة ملف جبل طارق.
يبدو إذن أن اسبانيا فهمت من البرود الذي قوبلت به تصريحات ألباريس، أن المغرب لا يريد استقبال في الوقت الحالي وبالتالي تم تغيير وجهة سفره.
وعادة يقوم رؤساء الحكومة ووزراء الخارجية الاسبانية بالتوجه إلى المغرب في أول تحرك خارج الحدود، لكن الأزمة غير المسبوقة وتمسك الرباط باستصدار موقف واضح من مدريد بشأن مغربية الصحراء عطّل مؤقتا هذا التقليد الدبلوماسي.
كما تصر المملكة المغربية على بقاء السفيرة كريمة بنيعيش في الرباط وعدم إعادتها إلى السفارة في مدريد إلى حين توصلها بمبادرة جدية لإنهاء الخلاف الذي بدأ بمعارضة اسبانيا لإعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافها بمغربية الصحراء وتفجّر بعد استقبال ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو.