في أول ظهور له بعد تعيينه، أكد وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الإثنين، أن أحد أهم مهامه في الفترة المقبلة ستكون إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع المغرب، وذلك على خلفية الخلاف الدبلوماسي القائم بين البلدين، والذي نتج عنه استقبال مدريد لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، سرا وبهوية مزيفة. وتحدث ألباريس لأول مرة أمام وسائل الإعلام بعد توليه منصبه الجديد بدلاً من أرانشا غونزاليس لايا، وستكون أمامه العديد من المهام الصعبة في الفترة الصعبة، خاصة مع تزايد وتيرة الأزمة بين إسبانيا والمغرب في الفترة الأخيرة.
ووصف ألباريس المغرب ب"الجار والصديق الكبير" في معرض حديثه على أهمية "التواصل وتعزيز العلاقات" مع المناطق التي تحيط بإسبانيا بفضل موقعها الذي يجمعها بأوروبا وشبه جزيرة أيبيريا ودول البحر المتوسط والساحل الأفريقي، والمغرب بالأخص.
ولم يسقط وزير خارجية إسبانيا الجديد، من سلّة أجندته ضرورة وضع مدريد يدها في يد المغرب، حيث شدّد في تصريحه على أنّ إسبانيا بحاجة إلى العمل مع أصدقائها وشركائها، خصوصا المغرب، قبل أن يتقاسم إدراكه بأنّ وزارة الخارجية الإسبانية تجتاز مرحلة وصفها ب "الصعبة للغاية".
ويعتقد الكثير من متتبعي الشأن السياسي، أن أولى الملفات التي سيبدأ بها وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، الذي عين مكان أرانتشا غونزاليس لايا، هي أعادة العلاقات بين مدريدوالرباط على خلفية التطورات الأخيرة.
مصادر إسبانية، قالت إنه "من المؤكد أن خوسي مانويل ألباريس سيستفيد من تعيينه على رأس الدبلوماسية الإسبانية، لاختيار الرباط كأول وجهة خارجية، وهي عادة يتم العمل بها منذ سنوات، ولقيت استحسانًا دائمًا في البلد المجاور، معتبرة أن هذه الزيارة ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى للتمكن من استئناف الحوار مع نظيره المغربي ناصر بوريطة".
ويعتبر بعض المتتبعين، أن تخلي رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، عن أرانشا غونزاليس لايا، وتعيين مكانها خوسيه مانويل ألباريس، يبعث رسائل إيجابية إلى المغرب، من أجل إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
في هذا السياق، يرى سلمان بونعمان، أستاذ العلوم السياسية جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، أنه لا يمكن الحديث عن إنهاء الخلاف المغربي الإسباني من خلال تغيير وزير خارجية، قد يبدو هذا مؤشرا مساعدا على حل الأزمة أو محاولة لتحريك الراكد، لكن يبقى المحدد الرئيس هو حجم تغير موقف الدولة الاسبانية ورؤيتها للمغرب وسيادته وصحرائه.
وأضاف بونعمان، في تصريح ل"الأيام24″، أنه إذا كان سلوك الأفراد مؤثرا في طبيعة الأدوار، فإن وظائف المؤسسات الإسبانية الرسمية وسياساتها العامة تجاه المغرب هي التي ينبغي أن تدرك طبيعة التحولات القائمة في المنطقة وتخرج من دائرة حياد مزعوم مغلف بالتواطئ ضد خصوم وحدة المغرب.
وعن ما أثير عن اختيار الرباط كأول وجهة لوزير الخارجية الإسباني الجديد، اعتبر المحلل السياسي، أنها "محاولة لخلق جو من المصالحة مع المغرب والسعي لارضاءه، لكن تبقى المواقف العملية وليس ديبلوماسية النوايا هي الأفق الحقيقي لتجاوز الأزمة من خلال تعديل العقل السياسي الإسباني لطريقة تفكيره وتعامله مع المغرب".
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أعلن، السبت، عن إجراء تعديل وزاري مهم، تميز على الخصوص برحيل وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، آرانشا غونزاليس لايا.