ناقشت صحف عربية الانتخابات الرئاسية في إيران، وتأثيرها على سياستها الخارجية. ويرى معلقون أن هوية الفائز في الانتخابات هي التي تحدد ملامح السياسة الخارجية لطهران، مع وجود بعض الملفات التي "لا يطالها التغير". ويتوقع كتاب أن تأخذ المفاوضات بشأن االملف النووي "مسارا مغايرا" في حال فوز المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي، وسط تشكيك البعض في استمرار أي اتفاق في ظل سياسة إيران بالمنطقة. "سياسة خارجية متشددة" يقول صالح القزويني في رأي اليوم اللندنية إنه "لا يمكن التكهن بالسياسة التي سينتهجها الرئيس الايراني القادم، مع بقاء الوضع على شكله الحالي" في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. يتوقع الكاتب "سياسة خارجية إيرانية معتدلة وإلى حد ما مرنة، ولكن لا تصل إلى مستوى المرونة التي انتهجتها حكومة روحاني" وذلك إذا فاز رئيسي في الانتخابات. ويضيف أن إيران ستشهد "سياسة خارجية متشددة، تطبق مبدأ التعامل بالمثل بكل دقة" حال فوز مرشح ينتمي للتيار المحافظ المتشدد. ويرى الكاتب أن هناك ملفات "لا يطالها التغيير الذي يطرأ على الحكومات، كالقضية الفلسطينية أو العلاقة مع حزب الله أو فصائل المقاومة". يرى فؤاد مطر في الزمان العراقية أن السياسة الإيرانية، بعد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، صارت "نوعا من التلاعب بالأقدار الفلسطينية والاستقرار العربي والمصالح الخليجية"، خلافا لما شهدته العلاقة الإيرانية-العربية في بعض سنوات رئاسة خاتمي من "نوعية من الإنفراج المعقود عليه الأمل في تحقيق تفهُّم يؤسس لتفاهم". يقول ظافر العجمي في الوطن البحرينية: "الجوانب المضيئة في برنامج المرشح، عبد الناصر همتي، تعطي بصيص أمل في أنه يستحق صوت الخليجيين، لكن الجانب المظلم من القمر هو أن همتي كان رجل «البروباغندا» و«غوبلز» الحرب العراقية الإيرانية". ويرى أن "الجانب المضيء من القمر في سيرته أنه قد ضمن برنامجه ما يشير إلى التقرب للخليج". لكن رياض قهوجي يرى، في مقاله بالنهار العربي اللبنانية، أن "أساس المشكل مع إيران لم يكن برنامجها النووي ... إنما مشكلاتها مع جيرانها بدأت منذ السنوات الأولى بعد الثورة الإسلامية، بعدما بدأت تطبيق سياسة تصدير الثورة وما ترافق مع ذلك من تدخلات في شؤون جيرانها، وبداية إنشاء مجموعات مسلحة لتوسيع نفوذها في المنطقة". "مسار مغاير" للملف النووي EPA توقع معلقون أن تأخذ المفاوضات بشأن الملف النووي "مسارا مغايرا" في حال فوز إبراهيم رئيسي يتساءل قهوجي: "بغضّ النظر عمن يكون في الحكم في إيران، هل يمكن لأي اتفاق جديد أن يستمر إلى فترة طويلة، ما لم يكن هناك تغيير في سياسية إيران التوسعية ووضع قيود على برنامجها للصواريخ البالستية؟ هل يمكن لأي اتفاق لا يحظى بدعم اللاعبين الإقليميين أن يبقى إلى ما بعد انتهاء ولاية بايدن، وانتخاب رئيس جمهورية جديد في البيت الأبيض؟" ويرى أنه "إذا ما استمرت خطوات بناء الثقة بين الطرفين، فقد تشهد المحادثات في فيينا تطوراً إيجابياً بعد الانتخابات الإيرانية، قد يؤدي الى اتفاق نووي جديد خلال الصيف الحالي". ويتوقع علي حماده في النهار العربي أن "تأخذ المفاوضات النووية في فيينا مساراً مغايراً للمسار الحالي"، حال فوز مرشح التيار المحافظ إبراهيم رئيسي. يقول محمد خروب في الرأي الأردنية إن إيران "ستكون في قبضة المعسكر المحافظ، على نحو شبه كامل" إذا ما فاز رئيسي. ويشير إلى أن عدم توصل المتفاوضين في فيينا إلى صيغة، لإحياء الاتفاق النووي، "دفع البعض للشك بوجود رغبة إيرانية/أمريكية بتجبير هذا الإنجاز للرئيس الإيراني الجديد". "رئيس لا ترهبه الضغوطات" كتب عباس خامه يار - المستشار الثقافي الإيراني في لبنان- فى مقال منشور بصحيفة الأخبار اللبنانية: "تكثر الدعوات والإشاعات والافتراءات المغرضة الرامية إلى تثبيط عزيمة الشعب الإيراني، للإحجام عن المشاركة في الانتخابات كما في المرات السابقة، في ظل ظروف حساسة تمرّ بها البلاد داخلياً وخارجياً، وتعوّيل الإيرانيين على تغيير قادم في السنوات الأربع الأخيرة، وخاصة أمام الجشع والعدوانية الأمريكية". ويقول إن بلاده "تتطلع إلى وصول رئيس جمهورية رسالي ملتزم وشجاع لا ترهبه الأعاصير والضغوطات، فمن سيصل إلى رئاسة الجمهورية له دور عظيم في ترسيم السياسات الكبرى للبلاد، خاصة أن إيران تعرّضت لأبشع الضغوط والعقوبات الأمريكية والأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يجعل انتخاب الرئيس القوي والأمين على مقدرات الشعب، مطلباً تاريخياً للسير بإيران نحو المزيد من الاقتدار والصمود والاكتفاء الذاتي، كخيار أوحد للمحافظة على المبادئ والمنجزات التي حققتها إيران طيلة ال 42 عاماً الماضية". لكن محمود بارجو كتب في العربي الجديد اللندنية: "يشير استبعاد المرشحين على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى أنّ النظام يفقد بشكل متزايد شهيته للمخاطرة". يضيف: "يشعر المتشدّدون بعدم الأمان الشديد، ويعتقدون أنّه حتى التحدّي البسيط لديه القدرة على التحول بسهولة، إلى عواقب غير متوقعة ونتائج لا يمكن التنبؤ بها". ويشير الكاتب إلى أن "هذا العزوف عن المخاطرة الانتخابية قد تصاعد باطراد على مدى العقد الماضي؛ من رفض هاشمي رفسنجاني في انتخابات 2012 وأحمدي نجاد في انتخابات 2017، إلى رفض واسع النطاق لمعظم المحافظين المعتدلين والإصلاحيين في الانتخابات المقبلة".