قال الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية، سمير بنيس،إن إسبانيا من الناحية السياسية، لم تحقق شيء من قرار البرلمان الأوروبي، والذي رفض "استخدام المغرب لهجرة القاصرين كوسيلة للضغط السياسي"، في أزمة الهجرة بمدينة سبتةالمحتلة". وأضاف بنيس، في سياق تعليقه على قرار البرلمان الأوروبي بشأن المغرب، "إن القرار الأوروبي لم يتضمن أي إدانة للمغرب ولا أي عقوبات ضده، علما أن إسبانيا كانت تسعى لاعتماد قرار قوي شديد اللهجة يتضمن لغة تدين المغرب وتفرض عليه عقوبات، على غرار ما قام به الاتحاد الأوروبي قبل تلاث أسابيع حينما فرض عقوبات على بلاروسيا. كما لم يتم اعتماده بالأجماع، على عكس التوقعات الاسبانية'، حسب تعبيره.
وأوضح الخبير السياسي، أن "الأزمة الدبلوماسية وقرار البرلمان الأوروبي أبانوا عن الوجه الحقيقي لإسبانيا وأظهرت بشكل ملموس بأن هذا البلد ليس شريكا "استراتيجيا" ولا "صديقا"، بل أن يسعى للحفاظ على نوعية العلاقات التي سادت لما يزيد عن 150 سنة بين البلدين والتي كانت إسبانيا هي أكبر مستفيد منها وهي من يفرض قواعد اللعبة"، حسب تعبيره.
واعتبر بنيس، أن الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد أظهرت كذلط أن إسبانيا لا ترغب البتة في أن يتمكن المغرب من وضع حد لإحدى مخلفات الاستعمار الاسباني وأنها لا تقبل أن يصر المغرب على فرض قواعد جديد في العلاقات بين البلدين.
وصادق البرلمان الأوروبي، الخميس، على مشروع قرار يرفض من خلاله "استخدام المغرب لملف القاصرين" في أزمة الهجرة بمدينة سبتةالمحتلة،، ويرحب بمبادرة الرباط استعادتهم، لكن يتخذ مواقف سياسية مثيرة مثل اعتبار "سبتة مدينة أوروبية يتولى الاتحاد حمايتها وأمنها".
النص الذي اقترحه أعضاء إسبان في البرلمان واعتمد بأغلبية 397 صوتا (صو ت 85 ضده وامتنع 196 عضوا عن التصويت) "يرفض استخدام المغرب لضوابط الحدود وللهجرة، وخاصة القصر غير المصحوبين بذويهم، أداة للضغط السياسي على دولة عضو في الاتحاد".
ودعا البرلمان الأوروبي "إسبانيا والمغرب للعمل معا بشكل وثيق لإعادة الأطفال إلى عائلاتهم".
وقالت المفوضة الأوروبية المكلفة ملف المساواة هيلينا دالي "نحن واثقون أن مثل هذا الوضع لن يتكرر"، مشيرة إلى أن المغرب "حليف رئيسي" للاتحاد الأوروبي، خاصة في ما يتعلق بتنظيم الهجرة.
وأضافت "من الضروري تعزيز تعاوننا على أساس الحوار والمسؤولية والثقة والاحترام المتبادلين".
وشجبت المملكة المغربية مسبقا الاقتراح الذي قدمه أعضاء البرلمان الأوروبي الإسبان واعتبرته مناورة تهدف إلى إضفاء طابع أوروبي على أزمة ثنائية.
وقال رئيس مجلس النواب حبيب المالكي في بيان الإثنين إن المبادرة "تندرج في إطار محاولات لصرف الانتباه عن أزمة سياسية ثنائية خالصة بين المغرب وإسبانيا".
ويذكر أن الملك محمد السادس كان قد أصدر توجيهاته بإعادة جميع القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم بدول الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، في خطوة اعتبرها محللون استباقية لسحب ورقة كانت تريد إسبانيا اعتمادها للضغط على المغرب.