كما كان متوقعا، اصطف البرلمان الأوروبي إلى جانب إسبانيا في صراعه الدبلوماسي مع المغرب، بعدما سعت مدريد إلى إدخال الاتحاد الأوروبي في الأزمة، حيث رفض البرلمان الأوروبي في بيان رسمي اليوم الخميس "استخدام المغرب لضوابط الحدود والهجرة كوسيلة للضغط السياسي" على إسبانيا. وبعدما نجح برلمانيون إسبان في إدراج مشروع قرار حول "توظيف القاصرين من طرف السلطات المغربية" في أزمة الهجرة في سبتةالمحتلة، عبّر البرلمان الأوروبي عن أسفه "لتعريض حياة وسلامة الأطفال والقاصرين للخطر"، كما تأسف للأزمة السياسية والدبلوماسية المتفاقمة بين الرباطومدريد ، وقال إنه يتمنى ألا تقوض علاقات الجوار الإستراتيجية ومتعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.
وتطلع البرلمان الأوروبي إلى مواصلة التعاون طويل الأمد القائم على الثقة في مجالات مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والاتجار بالمخدرات وسياسات الهجرة والتجارة مشددا على ضرورة تسوية الخلافات الثنائية بين إسبانيا والمغرب من خلال الحوار الدبلوماسي، وداعيا إلى تخفيف التوترات والعودة إلى شراكة بناءة وموثوقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، مؤكدا أهمية تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
كما لم يفوت بيان البرلمان الأوروبي الفرصة لتثمين المقاربة التي اعتمدتها السلطات المغربية الرامية إلى تسهيل عودة جميع القاصرين غير المصحوبين داخل أراضي الاتحاد الأوروبي، حيث دعا اسبانيا والمغرب للعمل سويا لإعادة الأطفال إلى أسرهم، في احترام تام للقانون الوطني والدولي خاصة اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل، التي كان المغرب من الدول الموقعة منذ عام 1990، ولا سيما الاتفاقية المبرمة بين إسبانيا والمغرب بشأن التعاون في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية.
وجاءت مبادرة إدانة المغرب، من البرلماني الإسباني جوردي كاناس ، الذي أثار الحاجة إلى رفع أزمة الهجرة الشهر الماضي في سبتةالمحتلة إلى الجلسة العامة بالبرلمان الأوروبي ، بسبب ما وصفه ب"استخدام القاصرين".
وقال كاناس عشية المناقشة البرلمانية "لا يمكننا أن نسمح للمغرب أن يظن بأن هذه طريقة لممارسة الدبلوماسية". وأضاف النائب: "لا يجوز للاتحاد الأوروبي أن يسمح بتطبيع استخدام القاصرين كأداة للضغط السياسي".
ويذكر الملك محمد السادس كان قد أصدر توجيهاته بإعادة جميع القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم بدول الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، في خطوة اعتبرها محللون استباقية لسحب ورقة كانت تريد إسبانيا اعتمادها للضغط على المغرب.