وصفت مصادر دبلوماسية مغربية، تصويت البرلمان الأوروبي على مشروع قرار يرفض "استخدام المغرب لهجرة القاصرين كوسيلة للضغط السياسي"، ب"غير عادي"، معتبرة أن "القرار الذي روج له النواب الإسبان ضد المغرب لا يزال مثيرا للجدل ، وقد أثار اهتمام مجموعات مختلفة في البرلمان الأوروبي". ونقلت جريدة 20مينوتوس" الإسبانية، عن مصادر دبلوماسية مغربية، قولها أن "البرلمان الأوروبي يقف "كمدافع عن مبادئ الأممالمتحدة، بينما لم يصدر أي تعليق من مجلس الأمن أو الجمعية العامة بشأن مسألة "التدفق الجماعي للمهاجرين على مدينة سبتةالمحتلة".
وأوضحت الجريدة الإسبانية، أن المصادر الدبلوماسية المغربية، حذرت أن "التصويت النهائي يمثل رقما غير عادي بالنسبة للقرارات العاجلة لأنه لا يتجاوز 400 صوتا (صوت 85 ضده وامتنع 196 عضوا عن التصويت)، ويعتبرون أن "المصطلحات المستخدمة لهذا القرار ، والتي تم تعديلها عدة مرات ، تدل على رفض لهذا التحرك".
ورفض البرلمان الأوروبي الخميس ما وصفه ب"باستخدام المغرب للمهاجرين القصر كأ"أداة للضغط السياسي"، بعد التدفق الجماعي للمهاجرين على سبتة السليبة.
النص الذي اقترحه أعضاء إسبان في البرلمان واعتمد بأغلبية 397 صوتا (صو ت 85 ضده وامتنع 196 عضوا عن التصويت) "يرفض استخدام المغرب لضوابط الحدود وللهجرة، وخاصة القصر غير المصحوبين بذويهم، أداة للضغط السياسي على دولة عضو في الاتحاد".
وأضاف النواب أن البرلمان الأوروبي "يدعو إسبانيا والمغرب للعمل معا بشكل وثيق لإعادة الأطفال إلى عائلاتهم".
ورحبت الهيئات التنفيذية للاتحاد الأوروبي بتعاون مع المغرب، كما جاء على لسان وليفر فارهيلي ، المفوض الأوروبي للتوسع والسياسة الأوروبية في فيسينداد ، والمتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، الذي شدد في 8 يونيو، على أن "الاتحاد الأوروبي والمغرب حافظا على مدى سنوات على تعاون ممتاز في مجال الهجرة ، مما أدى إلى نتائج جيدة للغاية".
واتهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الأربعاء، إسبانيا بالسعي إلى إقحام الاتحاد الأوروبي في نزاع ثنائي محض بين البلدين من خلال التركيز على الهجرة وتجاهل الأسباب الحقيقية لجذور الخلاف.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي بالرباط عقب محادثات مع نظيره المجري بيتر سيارتو، قوله " إن إسبانيا تحاول إقحام الاتحاد الأوروبي في الملف من باب الهجرة غير النظامية بهدف صرف النظر عن الأسباب الحقيقية لجذور الخلاف بين البلدين".
وأوضح أن الأزمة "سياسية وثنائية بين البلدين وليست مع الاتحاد الأوروبي" مؤكدا على أن علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي جيدة.
ويذكر أن الملك محمد السادس كان قد أصدر توجيهاته بإعادة جميع القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم بدول الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، في خطوة اعتبرها محللون استباقية لسحب ورقة كانت تريد إسبانيا اعتمادها للضغط على المغرب.