في الوقت الذي دعت فيه إلى الهدنة مع المغرب وإنهاء الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة عبر الحوار وإعادة العلاقات إلى طريقها الصحيح، لا تزال إسبانيا تبحث عن التصعيد وتعقيد الأزمة التي ضربت علاقاتها مع الرباط منذ استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بهوية مزيفة وجواز سفر مزور. تزامنا مع مغادرة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للتراب الإسباني نحو الجزائر، كأن شيئا لم يكن، قامت عناصر من البحرية الإسبانية بمناورات عسكرية بسواحل الجزر المحتلة بالقرب من مدينة الحسيمة تحت مسمى حملة دعم التواجد الاسباني بشمال أفريقيا.
ونشرت الصفحة الرسمية للبحرية الإسبانية على تويتر، فيديو تظهر فيه عملية إمداد بين سفينة "مار كاريبي" والحامية الصغيرة المتمركزة في الجزيرة المعروفة ب"النكور" قرب سواحل الحسيمة، وذلك بفضل مروحية من طراز "شينوك"، في عملية وصفتها وسائل الإعلام الإسبانية بالدورية والاعتيادية، على الرغم من أنها المرة الأولى التي يتم فيها الترويج لها بهذه الطريقة، في سياق أزمة غير مسبوقة بين المغرب وإسبانيا.
الملفت للانتباه في العملية هو التعليق المصاحب للفيديو :"السفينة المساعدة مار كاريبي تقوم بإحدى مهامها الرئيسية في محيط صخرة الحسيمة، دعم مواقع السيادة الوطنية في شمال إفريقيا"، وهي نفس الكلمات التي استعملتها المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، ماريا خوسيه مونتيرو في لقاء سابق.
ومن شأن مثل هذه الاستفزازات في هذه الظرفية أن توسع الفجوة بين البلدين، وهي دليل جديد على ان اسبانيا لا تسعى للهدنة مع المغرب ولا تراه كشريك مهم لأمنها واستقرار المنطقة كلها، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى بلوغ نقطة اللاعودة في علاقاتها مع المغرب. ي.ع El buque auxiliar #MarCaribe realiza un aprovisionamiento vertical con ? Chinook del @EjercitoTierra. El buque, fondeado en las inmediaciones del peñón de #Alhucemas, realiza una de sus misiones principales de apoyo a las plazas de Soberanía Nacional en el norte de #África. pic.twitter.com/i6chjbVNjU — Armada Española (@Armada_esp) May 31, 2021